اعتبر بلقاسم أحمد جاب الله، أستاذ بالمدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام، أن الصحافة السمعية البصرية في القطاع العام لم يطرأ عليها تغيّرٌ كبيرٌ، عدا تضاعف عدد الإذاعات المحلية إلى 48 إذاعة. وأكّد جاب الله، خلال منتدى «الجمهورية»، أمس، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة المصادف ليوم 22 أكتوبر، أن الحقل السمعي البصري، حاليا، عبارة عن مؤسسة واحدة ب5 برامج وليس قنوات، موضحا أن هذه القنوات الوطنية تحتوي على نفس المضمون بنسبة 80٪. وأضاف، أن القنوات الفضائية الجزائرية، تعمل بكوادر جزائرية، لكن القانون الذي تعمل به خارجي، ذكر منها خمس قنوات معتمدة، بينما خلال تغطية المناسبات الرسمية نلاحظ تواجد أزيد من 15 قناة خاصة. كما أكد أن مجال التقديم في التلفزيون العمومي، كان أحسن مستوى قبل التفتح الإعلامي على القطاع الخاص. وأعطى جاب الله في تدخله مجموعة من الإحصائيات لعدد الجرائد والصحف والعناوين الوطنية، منوّها ب “القفزة الكمية” التي عرفتها الصحافة، على حد تعبيره، مقارنة بعديد دول العالم، حيث سجلت الجزائر في نهاية أفريل من هذه السنة 400 عنوان ودورية و143 يومية وطنية. وقال جاب الله، في إشارة منه للمشاكل التي يعاني منها القطاع الإعلامي والتي جعلته في ذيل الترتيب العالمي فيما يتعلق بحرية التعبير، إن الحقل الإعلامي يسير حاليا بفكرة قديمة. وأرجع ذلك إلى الالتزام بالقواعد البروتوكولية والضغط على الجوانب الإعلامية وذلك بسبب أنه مرتبط برجال أكثر مما هو مرتبط بالنظام، مشيرا في سياق متصل إلى الفراغ القانوني الذي عانى منه القطاع حتى استصدار قانون 2012 وقانون 2014 والذي يعاني بدورة عدم التطبيق. من جهته أكد الأستاذ معزوز رزيقي، أستاذ بمعهد الإعلام والاتصال بوهران، خلال مداخلته التي تمحورت حول “أخلاقيات المهنة الصحفية وآليات الضبط”، أن الفوضى الحاصلة في مجال الصحافة الخاصة راجعة إلى الأزمة، وفي شق أكبر إلى غياب نقابة حتى الآن، والنقابة الوحيدة لا تضم، بحسبه، ثلث الصحافيين، مع العلم أن عددهم يفوق 4000 صحافي. وأشار ضيف منتدى الجمهورية، الموسوم ب “الإعلام الوطني... المسار والتطلعات”، إلى أن الانفتاح الذي يعرفه المجال وانتقاله من نمط الممارسة للصحافة ذات لون موحد إلى مؤسسات التعددية والمنافسة التجارية، خلّف تجاوزات كبيرة، أثرت سلبا على أخلاقيات المهنة، فيما ثمّن صدور البطاقة المهنية للصحافي المحترف التي ستضع حدا بحسبه للصحافة الهاوية. في الاختتام، كرمت جمعية حماية الطفل كلاّ من السيد جاب الله والسيد مرزوقي والسيد بن عاشور، مقابل ما قدموه للصحافة، بعد أن فتح المجال واسعا للتدخلات، كان أبرزها للسيد عدناني نورالدين وبوزيان بن عاشور.