يتذكر العديد من مجاهدي القطاطشة الواقعة ببلدية الدهاهنة بالمسيلة، والعديد من مجاهدي المناطق الأخرى خلال اليوم الفاتح نوفمبر ومرور 61 سنة على انطلاق أول شرار ثورة التحرير انطلاقا من منطقة الأوراس، الدور الكبير الذي لعبه مركز العبور للمجاهد قطوش الطاهر أو المدعو الشايب الطاهر وما قدمه لمجاهدي المنطقة من أكل وملبس. ما يزال مركز العبور الشايب الطاهر شاهدا من الشواهد التاريخية على همجية المستعمر الغاشم، وما فعله بأبناء المنطقة إبان الثورة التحريرية، وخاصة عندما اكتشف المركز ، حيث يقوم العديد من المجاهدين بزياراته خلال هذا الشهر العظيم لاستذكار ما فعله المستعمر بهم آنذاك، ومن بين هؤلاء المجاهد والفدائي عطابي الحاج لخضر، الذي أكد في حديثه أن السبب الرئيس في اختيار هذا المنزل الذي يعود لمالكه الشايب الطاهر وهو أحد سكان القرية، لتسهيل مهمة مرور جيش التحرير غربا وشرقا واختير هذا المنزل بحكم أن المنزل يقع في منطقة إستراتيجية ولقربه من الوادي ومسجد القرية وكذا كثافة غطائها النباتي الذي ما يزال شاهدا على ذلك، حيث تم به تحديد مسؤولية الإشراف العام الداخلي إلى الشايب الطاهر وأسرته وكان يساعده كل من قطوش المختار، عيساني موسى. وأما مسؤولية التموين فقد أوكلت إلى عبد المجيد بوزيدي، وعبد الحميد زيش، موسى عجيمي. «الشعب» بدورها زارت المركز ووقفت على شاهد حي وصامد في وجه عوامل الطبيعة القاسية، يتربع على مساحة 678 متر مربع وبمساحة مبنية فاقت 325 متر مربع، حيث يحتوي هذا المركز على 6 غرف متواصلة في ما بينها، وخصصت الغرف الأولى لعرض صور وأسماء قادة المستعمر الذين مروا بالمنطقة، بالإضافة إلى أسماء لصور وإبطال النضال الجزائري من أبناء المنطقة والوطن على حد السواء على غرار الرئيس الراحل محمد بوضياف، وكذا بطل المقاومة الشعبية الأمير عبد القادر، في حين خصصت الغرف الثلاثة لعرض بعض الصور للمركز، وكذا لوحات تعريفية بالمركز وأسماء المجاهدين الذين عملوا به. أما الغرفتين الباقيتين فقد خصصتا لعرض الأسلحة التقليدية وكذا الأدوات التي كانت تستعمل لطهي الأكل للجنود إبان الاحتلال بالإضافة إلى أدوات فلاحيه قديمة جدا ولعل أهم مشهد يجلب انتباه الزائر هو وجود ما يعرف بالخندق (الكازمة) بوسط ساحة المنزل، وهي عبارة عن حفرة في الأرض تنزل من خلال الدرج الى غرفة كبيرة خصصت لاختباء المجاهدين. والجدير بالذكر أن هذا المركز قد استلهم العديد من الأدباء والفانين الذين أرادوا تجسيد بعض الأعمال الفنية بالمركز على غرار فليم القطاطشة الذي عرض خلال الشهر الجاري بالمنطقة.