احترام الالتزامات القانونية للقوات المسلحة أثناء الصراعات الجزائر طرف فعّال في القانون الدولي الإنساني واحترام الكرامة الانسانية أشرف اللواء محمد شريف زراد، رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، نيابة عن الفريق احمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني،رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على افتتاح فعاليات الطبعة ال 9 لورشة الضباط السامين حول القوانين الدولية المسيرة للعمليات العسكرية الأولى برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهادفة إلى ترقية قانون الحرب وتدعيم واحترام الالتزامات القانونية للقوات المسلحة عند إدارة المعركة ودمج القانون الإنساني في الممارسات العملياتية. أكد اللواء زراد في كلمة بالمناسبة، أهمية الورشة التي تنظم لأول مرة في دولة عربية وذلك على مستوى المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس/ن ع1 من 14 إلى 20 نوفمبر الجاري بالعاصمة الجزائر، ودورها المحوري في تفعيل وترقية قانون الحرب وتدعيم احترام الالتزامات القانونية للقوات المسلحة أثناء الصراعات. واستطرد اللواء زراد يقول أن هذه الورشة قد أصبحت موعدا سنويا هاما يجمع ضباطا من مختلف جيوش العالم لمدة أسبوع من أجل التشاور ومناقشة جملة من المسائل المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بهدف ترقية قانون النزاعات المسلحة وتشجيع احترام الالتزامات الشرعية للقوات المسلحة أثناء إدارة الأعمال القتالية. وتوفر الورشة إطارا مناسبا لتبادل الخبرات والدروس المستقاة بين جيوش العالم، كما أنها ستمكن المشاركين من استيعاب شامل لمسائل القانون الدولي الراهن مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إدماج الاعتبارات القانونية في الممارسات العملياتية. وأوضح اللواء زراد في مداخلته، أن الجزائر التي تناضل من أجل السلم والوئام عبر العالم كانت دوما طرفا فعالا في القانون الدولي الإنساني واحترام الكرامة الإنسانية حيث أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قد صادقت إبان ثورة التحرير الوطني على اتفاقيات جنيف ولاهاي، قبل بزوغ شمس الاستقلال في تاريخ 20 جوان 1960، وقد كافح جيش التحرير الوطني لتحرير البلاد بكل شرف، مع التزامه بإحترام الكرامة الإنسانية وعادات الحرب. واستدل اللواء في ذلك بمعاملة الأمير عبد القادر للأسرى أثناء مقاومة الاحتلال والتي كانت دليلا على هذا التجذّر، إضافة الى حمايته للمسيحيين المارونيين عندما كان منفيا بسوريا وكذا هنري دينان، رائد القانون الدولي الإنساني الحديث، الذي عاش في الجزائر بمدينة العلمة تأثر بمعاناة السكان الأصليين تحت وطأة الاحتلال وتشبع بقيمهم العميقة، قبل أن يطلع على مأساة الحرب في معركة «سولفيرينو». وأشار اللواء الى أن تعدد النزاعات المسلحة عبر العالم، فضح الانتهاكات على صعيد واسع للقانون الإنساني وكشف عن معاناة وبؤس الأهالي العزل وهم عرضة لآلة حرب فتاكة تهضم أبسط حق للإنسان، ألا وهو الحق في الحياة. أكد اللواء أن هذه الدورة تصبو إلى أن تكون سانحة لإيقاظ الضمير الإنساني، حيث إنه إذا لم يكن بالوسع تفادي الحرب بين الدول والأطراف، إلا أنه يمكن تهذيبها بالاحترام الصارم لقانون الحرب وحماية من لا يقاتلون أو الذين توقفوا عن القتال، واحترام الكرامة الإنسانية وحماية الإرث الثقافي العالمي. بدوره قال «بيتر ماوير» خلال مداخلته أن هذه الورشة حول القوانين الدولية المسيرة للعمليات العسكرية، تعد موعدا سنويا هاما يجمع ضباطا من مختلف جيوش العالم لمدة أسبوع من أجل التشاور ومناقشة جملة من المسائل المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مذكرا ان طبيعة النزاعات المسلحة المعاصرة معقدة حيث تفرض تحديات حيال تطبيق القانون الدولي الإنساني سواء كان للعمل الإنساني أو للعسكريين وهذه النزاعات لديها نتائج إنسانية وخيمة خاصة على المدنيين. وأبرز ماوير أن ورشة سويرمو تأتي للتذكير بضرورة الأخذ بعين الاعتبار بقواعد القانون الدولي الإنساني خلال التخطيط وسير العمليات العسكرية سواء كانت مهمة قتال أو مهمة حفظ الأمن والسهر على أن تكون جزءا من التشريع العسكري، التعليم التدريب واستعمال الوسائل، كذا أنظمة الجزاء بهدف تشجيع احترام القانون في كافة مراحل العمليات العسكرية. ستمكن هذه الدورة المشاركين من استيعاب شامل لمسائل القانون الدولي الراهنة مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إدماج الاعتبارات القانونية في الممارسات العملياتية بتبادل التجارب في المجال ودمج اعتبارات القانون الإنساني في الممارسات العملياتية. كما تهدف إلى ترقية قانون النزاعات المسلحة و تشجيع احترام الالتزامات الشرعية للقوات المسلحة أثناء إدارة العمليات القتالية و توفير إطار مناسب لتبادل الخبرات و الدروس المستقاة في هذا المجال بين جيوش العالم. وكشف رئيس الصليب الأحمر أن أكثر من 80 ضابط سامي من مختلف أنحاء العالم تشارك في الطبعة التاسعة لورشة العمل للضباط الساميين حول القواعد الدولية المنظمة للعمليات العسكرية سويرمو 2015، حيث تنظم لأول مرة في بلد عربي وهذه الطبعة ستكون فرصة لدراسة إمكانية إنشاء قسم باللغة العربية في السنوات القادمة لتدعيم الأقسام الحالية من الانجليزية، الفرنسية، الاسبانية والروسية.