أكد وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون، أمس، أن مشروع بناء جامع الجزائر يتوفر على ضمانات أمن واستقرار البنايات «الأكثر تشددا» لاسيما فيما يتعلق بالأرضية. اعتبر تبون خلال زيارة تفقد لمشروع جامع الجزائر بالمحمدية، أن كل ما يقال حول عدم مطابقة المشروع لمعايير سلامة واستقرار البنايات، «لا يستند إلى أي أساس علمي»، واصفا من يروّجون لذلك ب «أصحاب النظرة السوداوية الذين يشككون في كل الإنجازات الكبرى للجزائر وكل ما من شأنه أن يشكل مفخرة لها». وأضاف، أن المشروع ينجز على أساس دراسة «جدية» و»محافظة»، مشيرا إلى أنه «استفاد من إمكانات لم يسبق أن سخّرت لأيّ مشروع قبله». وتم التزام مبدإ الحيطة والحذر لدى إعداد مخطط المشروع، لاسيما فيما يتعلق بدراسة الأرضية التي أكدت أن جامع الجزائر سينجز فوق تربة «صلبة». وبالرغم من صلابة الأرضية فضلت الدراسة إنجاز الأساسات على عمق 72 مترا، مع استخدام كميات كبيرة من الحديد في الخرسانة تقارب 200 كلغ في المتر المكعب الواحد. أما المنارة فستزود بنظام عزل الزلازل يمكنه توجيه قوتها قصد حصر الأضرار المحتملة في مناطق محددة في البناية. وتؤكد جميع الجهات التقنية المختصة المكلفة بالمشروع، أن الزلازل المتوسطة لن يكون لها أي تأثير يذكر على جامع الجزائر، بينما قد تؤدي الزلازل الكبرى التي يتواجد مركزها في محيط العاصمة على مدى 50 كم بقوة 7,5 درجة على سلم ريشتر إلى أضرار محدودة قابلة للإصلاح. يعرف مشروع جامع الجزائر تقدما «معتبرا» في الإنجاز، حيث تم الانتهاء من الأشغال الكبرى بكل المرافق التي يشملها (دار القرآن والمكتبة والمركز الثقافي)، بينما ينتظر الانتهاء من الأشغال الكبرى لقاعة الصلاة في غضون فبراير إلى مارس 2016. بالموازاة مع ذلك، فقد بلغ علو المنارة، التي ستقارب 267 مترا بنهاية المشروع، حوالي 51 مترا إلى غاية الآن. عن إمكانية مراجعة طول المنارة، صرح الوزير قائلا: «سيتم إنجاز المنارة كما هو مخطط لها، لا ينقص منها ولا سنتمتر». من جهة أخرى، يعتزم مسؤولون بوزارتي السكن والشؤون الدينية، الاجتماع في غضون أسبوعين قصد مناقشة التفاصيل المتعلقة بالشكل النهائي للمسجد، لا سيما ما يتعلق بالزخرفة والأرضية. وينتظر أن يتم استلام جامع الجزائر، الذي سيكون أحد أكبر المساجد في العالم، نهاية 2016. يذكر، أن جامع الجزائر الذي سينجز على أكثر من 27 هكتارا، يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع (م2) وباحة ومنارة بارتفاع 267م ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن، فضلا عن حدائق ومرآب ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام. تشرف على أشغال المشروع، الذي أطلق مطلع 2012، المؤسسة الصينية «سي.اس.سي.او.سي» (CSCEC). ويتطلع جامع الجزائر لأن يكون قطبا جذابا ذا بعد ديني وثقافي وعلمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، لاسيما من خلال نمطه الهندسي المتميز.