أعلنت مسؤولة كندية إغلاق جزء كبير من حديقة وطنية كبيرة في المنطقة القطبية الشمالية بكندا، وذلك بعد أن تسبب ارتفاع قياسي في درجات الحرارة في حدوث فيضان غمر ممرات مشاة الحديقة، وأدى كذلك إلى إجلاء السائحين منها. وقالت المتحدثة باسم إدارة حدائق كندا ''بولين سكوت''، إن الجمع بين الفيضانات وذوبان الطبقة الجليدية أسفل أرض الحديقة والتآكل، يعني أن الجزء الجنوبي من الحديقة سيظل مغلقا حتى يمكن لعلماء الجيولوجيا فحص الدمار.ويزور حوالي 500 شخص سنويا حديقة أويتيك الوطنية، التي تغطي أكثر من 19 ألف كيلومتر على جزيرة بافين، ويطل عليها الغطاء الجليدي العملاق "بيني"، وتحظى الحديقة بشعبية لدى المتنزهين والمتزلجين.تقلبات مناخية خطيرةوتشهد أجزاء كبيرة من القطب الشمالي، ارتفاعا سريعا في درجات الحرارة تجاوزت المتوسط العالمي المسجل في العقود الأخيرة، وهو تطور يقول الخبراء إنه متصل بالتغير في المناخ.ويذكر أن ألواحا جليدية عملاقة انهارت الأسبوع الماضي من طبقة جليدية بالقطب الشمالي الكندي، ويبلغ إجمالي تلك الألواح عشرين كيلومترا مربعا تقريبا، ويقول العلماء إن المزيد ربما يتبعها في وقت لاحق من هذا العام. العلماء يحذّرونحذر عالم أمريكي، من أن القطب الشمالي قد يصبح خاليا من الثلوج في فصل الصيف الحالي للمرة الأولى في التاريخ المسجل.وقال عالم طبيعة الأرض في المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد بولاية كولورادو الأميركية ''مارك سيريز'' لوسائل الإعلام الأميركية، إن الجليد بالقطب الشمالي يظهر إشارات على الذوبان بدرجة أسرع من معدل ذوبانه القياسي في العام الماضي.وأضاف أن هذا الوضع لن يحدث قبل شهر سبتمبر المقبل، حيث يصل سمك الجليد في القطب الشمالي إلى أقل مستوى له عقب فصل الصيف الطويل المشمس. ويذكر أن سمك الجليد في أعلى مستوى له يكون في شهر مارس.وأكد ''سيريز'' لوسائل الإعلام أن المنطقة فقدت بالفعل جليدا بحجم ولاية كاليفورنيا في العام الجاري، وأن هناك احتمالا بنسبة 50 % في أن يذوب الجليد في القطب الشمالي في فصل الصيف الحالي. وقال''سيريز": لقد مضى على الأرجح عشرون إلى ثلاثين عاما منذ تحذير العلماء من ذوبان جليد القطب الشمالي.وقال ''سيريز'' لشبكة »سي إن إن« الإخبارية الأميركية: »نلاحظ منذ العقود القليلة الماضية بأن غطاء الجليد في القطب الشمالي أصبح أقل سماكة بسبب ارتفاع درجة الحرارة«.وأضاف: "لم نفكر باحتمال ذوبان الثلوج في القطب الشمالي قبل خمس سنوات، لم أكن لأفكر بهذا الأمر مطلقا".وذكر أن »معظم إمدادات المياه التي نحصل عليها للاستخدامات الزراعية والمحلية، تأتي من ذوبان طبقات الجليد أثناء فصل الصيف«