أفاد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية عمر غول، أمس، تنصيب اللجنة الوطنية لانتقاء الحرفيين المكلفين بزخرفة جامع الجزائر الأعظم، مؤكدا التوجه نحو تصدير المنتجات الحرفية إلى الخارج، مشيدا بدور الحرفيين في تحريك وتيرة قطاع الصناعة التقليدية وتطويره على كل المستويات. أكد غول خلال إشرافه رفقة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على افتتاح الصالون الوطني للأشغال الفنية المرتبطة بالبناء بقصر الثقافة مفدي زكريا أن مصالحه الوزارية أنهت الترتيبات النهائية الخاصة باختيار الحرفيين المعنيين بزخرفة جامع الجزائر من خلال متابعة ميدانية من طرف وزارته وهيئات وزراية معنية على غرار الشؤون الدينية والسكن. وتضم اللجنة الوطنية، بحسب غول إطارات مركزية بوزارته وكذا غرفة الحرف بولاية الجزائر وممثلين عن قطاعات وزارية معنية ستعمل على انتقاء الحرفيين من المستوى الوطني للمشاركة في تزيين الجامع الأعظم دون إعطاء تفاصيل أكثر حول العملية، مشيرا إلى تأكيد مشاركة من عملوا سابقا في تزيين مطار الجزائر ومنشآت أخرى. ودعا غول الحرفيين إلى تنظيم أنفسهم وتأطير أعمالهم أكثر لتمثيل الجزائر في المحافل الدولية والتوجه نحو التصدير بعد تنظيم السوق المحلي، معتبرا غياب علامة تمثل الإنتاج الوطني في الخارج عائقا أمام التصدير الذي يسعى إليه الحرفيون. وأبدى سفير كوريا الجنوبية وسفيرة الشيلي رغبة بلديهما في استيراد حرف جزائرية وذلك خلال حضورهما افتتاح الصالون الذي يعرف مشاركة 50 عارضا من مختلف ولايات الوطن وهو ما أكده غول، منوّها في هذا الإطار إلى ضرورة التطاير والتنظيم على المستوى المحلي للتوجه نحو التصدير. وقال غول أن قطاع الصناعة التقليدية بدأ يعطي نتائج ايجابية على جميع المستويات سواء من الناحية التقنية أو الجودة والإبداع، وهو ما يؤكد فتح فضاء أوسع لاحتضان الصناعة التقليدية، مشيدا بدور الحرفيين الذين ساهموا في تزيين عدة مرافق هامة على غرار القاعات الشرفية لمطارات الجزائر وسطيف وقسنطينة ومساجد وطنية. وطمأن وزير التهيئة العمرانية والسياحة المنتجين الحرفيين على مرافقتهم وإشراكهم في زخرفة ألف مرفق سياحي على المستوى الوطني، إضافة إلى فتح فضاءات أوسع لعرض وتسويق المنتجات، مؤكدا عدم اللجوء إلى الإنتاج الأجنبي لتزيين المرافق العمومية مستقبلا. كما شهد قطاع الصناعة التقليدية تطورا من خلال المحافظة على الفنون الحرفية الأصيلة والإبداع في صناعتها وكذا تنوع المواد المستخدمة في الصناعة وهو ما أشار إليه غول، داعيا إلى توسيع النشاط وترك البصمة الجزائرية على المنتجات. ميهوبي: الصناعة التقليدية برهنت على هوّيتها الثقافية والحضارية من جهته، أشاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في كلمته بدور الحرفيين في المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية الأصيلة المترجمة في أعمالهم التقليدية الممزوجة بين الأصالة والعصرنة منّوها بالقدرات الهائلة التي أبانها الحرفيون للحفاظ على الموروث الثقافي الوطني. وقال ميهوبي، إن المنتجين يمتلكون فعلا حسا ثقافيا عاليا وقدرة على التنوع في اختيار المادة الأولية التي تعد العامل الأساسي في الصناعة التقليدية رغم عصامية أغلب المشاركين في الصالون، مؤكدا عدم اللجوء مستقبلا إلى الاستيراد في تزيين المنشآت الوطنية. ويتواصل الصالون الوطني للأشغال الفنية المرتبطة بالبناء إلى غاية ال 29 من الشهر الجاري بمشاركة 50 عارضا يمثلون ولايات الوطن ويشارك فيه حرفيون فرديون وتعاونيات حرفية وموردو التجهيزات والآلات ومراكز تكوين وغيرها، وتعرض في الصالون نشاطات الخزف الفني والزجاج والنجارة الفنية والأشغال على الجبس. ويسعى الصالون إلى إبراز إمكانيات الحرفيين وقدراتهم في الزخرفة والتهيئة الداخلية لاسيما بمشروع جامع الجزائر الأعظم الذي سيكون بمثابة منارة حضارية ترمز لهوية الوطن، كما يهدف العارضون إلى خلق فضاء تبادل الخبرات والتجارب فضلا عن التعريف بنشاط غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجزائر. وستنظم على هامش الصالون أيام دراسية ومسابقة لاختيار أحسن جناح بالإضافة إلى تكريم الحرفيين.