تمتاز أولويات التنمية المحلية بولاية المدية في الوقت الراهن أساسا على تسريع وتيرة إنجاز باقي أجزاء المدينة الجديدة ببوغزول، والرفع من سيرورة العمل بورشات الطريق السريع الرابط بين الجلفة والبليدة مرورا بجزء البرواقية والحمدانية، والإنطلاق في مشروع السكة الحديدية بين ضواحي عين الدفلى والجلفة، فضلا على تدارك التأخر المسجل في قطاع بناء السكن والهياكل مثلما هو الحال بالنسبة لعديد من المشاريع التابعة لقطاع التعليم العالي، مع توزيع القطع الأرضية المخصصة للإستصلاح الفلاحي بمنطقة الشهبونية، والوقوف على الأسباب التي حالت دون انجاح بعض المشاريع الإستثمارية المصادق عليها. 1 ويرى أحمد بولنوار، رئيس اتحاد المقاولين بولاية المدية أن أولويات السلطات المحلية والبلديات في الوقت الراهن تتمثل في تدارك نقص السكن من خلال اعادة النظر في مشكلة تجميع بناء الشقق والعمارات بالمناطق الكبرى، وهذا بقصد التمكين من الإستهلاك العقلاني لليد العاملة والعقار، والتقليل من حدة البطالة والحد من عدد طالبي السكن، مشيرا الى متطلبات المرحلة في مجال الصحة العمومية بأن المسؤولين على هذا القطاع هم أمام خيار دعوة ومنح الفرص الممكنة للقطاع الخاص للإستثمار في هذا الجانب الحيوي بقصد تنويع الخدمة الصحية وترقيتها، وخلق منافسة شريفة بشأن هذه الخدمات الصحية والقضاء على هاجس ازدواجية العمل. ومن بين الأولويات قطاع التربية على اعتبار بأن الوضع الحالي يتطلب توزيعا عادلا للنخب التربوية نحو الريف قصد وضع خارطة تنقل تستجيب لحاجيات الأفراد، إلى جانب بعث معاهد التربية الوطنية بغية خلق تأطير بيداغوجي أكثر كفاءة لعله يحدث وثبة في الإصلاح التربوي المنشود، مستطردا ما تعلق بقطاع الفلاحة بقوله «إنه حان الوقت للتشمير عن السواعد والتفكير في انشاء يد عاملة مختصة تهتم بالعملية الإنتاجية الفلاحية»، مضاف إلى ذلك شق الطرقات نحو عالم الريف وصيانة تلك الرابطة بين البلديات والدوائر وبين هذه الولاية ذات الطابع الفلاحي والولايات المجاورة لها، بما في ذلك اعادة النظر في بعث نشاط خط السكة الحديدية لما لذلك من أهمية على العملية التنموية، بعدما صعب على هذه الولاية اللحاق بركب الكثير من الولايات التي شهدت ديناميكية كبيرة في العشرية الفارطة. 2 ويرصد رئيس بلدية بوغار بجنوب الولاية هذه الأولويات لتحسين الإطار المعيشي ببلديته ومحاولة ارجاع السكان إلى الريف من خلال المتابعة الميدانية لبرامج السكن الريفي بنحو 120 اعانة مصادق عليها، وهذا استجابة للنازحين الذين ضاقت بهم المدينة وأحسوا بضرورة وأهمية عودتهم إلى قراهم ودشورهم طلبا لحياة أفضل، وبقصد الإستغلال الأمثل للعقارات الفلاحية المهجورة لأجل المساهمة في تنويع المنتجات الزراعية وتوفير الغذاء. 3 ويبرر رئيس المجلس الشعبي لهذه البلدية رأيه هذا بإستتباب الأمن، غير أن هذه الرغبة لا يمكن تحقيقها ما إذا لم يقم المنتخبون والإداريون والسلطات بتقديم العون الذي من شأنه أن يساعد على فتح وشق الطرقات وتعبيدها بين كل من قرية أولاد عبيد بمقر البلدية على بعد 6.5 كم، وبين قرية الرقيطة ووسط هذه البلدية على مسافة 10 كم، وكذا بين قرية بئر حمو ومقر هذه البلدية بنحو 04 كلم. وتقترن هذه المساعي النبيلة حسب ذات الرئيس بأولوية ربط هذه القرى بمادة الكهرباء بنوعيها الحضري والريفي بغية استغلال الإستثمار المخصص لقطاع الفلاحة كونه استراتيجية ملحة لا مناص منها، بعدما بلغت نسبة توفير مادة غاز المدينة بهذه البلدية حدود 95 بالمائة، على أمل توسيع خدماتها إلى سكان هذه القرى مستقبلا، فيما تبقى وفقه حتمية إنجاز عيادة صحية في المستقبل القريب للإستجابة للحاجيات الصحية للساكنة بهذه المنطقة تعمل بنظام المناوبة بقصد تخفيف الضغط على مستشفى مدينة قصر البخاري. 4 يعتبر رئيس بلدية حربيل بولاية المدية أن أولويات بلديته خلال سنة 2016، تتمثل في الإهتمام بقطاع الفلاحة وتطوير شعبة تربية النحل بسبب تعدد أنواع العسل المنتج بكميات هامة، إلى جانب الإهتمام بمجال الأشغال العمومية من خلال تهيئة وتعبيد جميع الطرق بهذه البلدية، فتح مسالك للمداشر والقرى لفك العزلة، ربط مختلف المناطق بالمياه الجوفية، خلق مساحات خضراء علاوة على تكملة عملية الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب على مستوى كامل تراب البلدية، تهيئة وداي حربيل، مع انجاز حاجز مائي للمياه المعدنية بواد القصارى لإستغلاله في عملية السقي. على صعيد آخر، لا يقل أهمية اقتراح ماليك سلامة المنسق الولائي لإتحاد التجار لولاية المدية في تفاعله مع هذا الموضوع ضرورة الرفع من قدرات الشباب والرياضة والترفيه حتى تسهل عملية التكفل الملموس والجاد بالساكنة العمومية، فضلا على الإهتمام أكثر بالإستثمار الشباني ومحاربة كل أوجه البيروقراطية، مع العمل على توفير الفضاءات الممكنة لاستيعاب ممارسي التجارة الفوضوية.