ناقش عدد من الأساتذة والمختصين واقع الهجرة غير الشرعية، التي باتت تهدد المجتمعات، مشيرين أنها في ارتفاع من سنة إلى أخرى، وقد أصبح ينظر إلى «الحراق» من قبل الدول الأوروبية على أنه مجرم، بالرغم من أن الهجرة ظاهرة اجتماعية عرفت منذ نشأة الإنسانية، أفرزتها العولمة وطبيعة الدول.. إحصائيات قدّمها أساتذة خلال الندوة التي نظمت بفندق «صبري»، حول الهجرة غير الشرعية، في إطار مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، حيث قدم الأستاذ فؤاد بن قطة من جامعة عنابة، أرقاما تعود إلى المنظمة الدولية للهجرة ومعهد توماس مور، والتي تتحدث عن تسجيل 274 ألف مهاجر غير شرعي بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، مقابل 100 ألف مهاجر غير شرعي خلال سنة 2013، كما تشير الإحصائيات إلى أن النسبة ستتجاوز 200 في المائة سنة 2015 مقارنة ب 2014. وأضاف بن قطة أن تكلفة الهجرة غير الشرعية، بحسب المنظمة الدولية تتراوح من 800 إلى 1700 أورو للشخص الواحد، مؤكدا بأن المتوسط أصبح يمثل خطرا على المهاجرين غير الشرعيين، ففي سنتي 2012 و2013 حسب المتحدث كان طريق الشرق بلغاريا، رومانيا واليونان، الممر الأول إلى أوروبا، لتصبح بعدها تونس، ليبيا وإيطاليا الطريق الرئيسي. وقال فؤاد بن قطة بأن الهجرة غير الشرعية هي شبكة منظمة، وتعود هذه الظاهرة لأسباب اقتصادية كالبطالة والفقر، وأسباب أمنية كالحروب وسياسية كالنظام الدكتاتوري السائد، وطالب بضرورة توفير الأمن للشباب وتجسيد الديمقراطية، فضلا عن فتح المجال للشباب للحلم في بلدهم وليس وراء البحار وتوفير الرفاهية الاجتماعية. كما طرح بن قطة إشكالية تموقع المهاجر في الدول المستهلكة، وكيف أغلقت أوروبا حدودها، وكل من يأتي من الشمال ليس لهم ما يمكنهم من الاستهلاك. أما السينمائي والأستاذ بجامعة وهران محمد بن صالح، فقد تحدث عن أهمية توعية المجتمع عبر السينما، من خلال تقديم وعرض أفلام تتحدث عن هذا الواقع الذي نخر العديد من المجتمعات، مشيرا إلى أن الجميع يجب أن يتحد بداية بالمسؤولين والفنانين وأفراد المجتمع حيث لكل دوره. وقال بن صالح، إنه قدم فيلما عن الهجرة غير الشرعية، وقد تم منعه من العرض، بالرغم من أنه يحمل فقط رسالة توعوية، مؤكدا على أن الصوت والصورة وسيلتين في غاية الأهمية لنقل معاناة ومأساة المهاجرين. المخرجة الفرنسية لايتيسيا تيرا شاركت بدو رها في هذه الندوة، من خلال فيلمها الوثائقي «الرسل» الذي يقدم شهادات حية لمن امتطوا قارب الموت، كما احتضنت الندوة شهادة كمال بلعابد أحد الآباء الكثر الذين اكتووا بحرقة فقدان أبناهم، حيث يعتبر ابنه في عداد المفقودين، وهي شهادات مؤثرة لمعاناة عائلات من انقطعت أخبار فلذات أكبادهم، وهم يخوضون مغامرة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.