صنعت الأيام السينمائية للفيلم العربي المتوج الفرجة في قسنطينة طيلة أسبوع كامل. وقد أمتع الجمهور الواسع بعروض أفلام عربية توجت بجوائز ونالت إعجاب سكان المدينة التي استعادت مجدها ومكانتها في مجال الفن السابع. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان. شهد قصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة توافدا هستيريا لعشاق السينما، الذين تابعوا برنامج 11 عرضا سينمائيا مميزا، خاصة وأن الأيام السينمائية المختتمة، نهاية الأسبوع، نظمت، لأول مرة، بقسنطينة حاضنة التظاهرة الثقافية العربية لسنة 2015. حولت التظاهرة قسنطينة إلى تحفة ثقافية فنية حضارية، أضفت على أزقتها وجسورها المعلقة جمالا نال إعجاب الفنانين العرب والمخرجين السينمائيين الذين حلّوا ضيوف شرف على الأيام السينمائية بالمسرح الجهوي، صنعوا أثناءها نجوم وكواكب عرب مهرجانا مفتوحا على البساط الأحمر، لكن بطعم سيرتا العتيقة. على هامش حفل الاختتام بنزل الماريوت على شرف الضيوف العرب، أكد محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي إبراهيم صديقي، أن الأيام السينمائية ستكون تقليدا سنويا ستعرفه المدينة كل شهر ديسمبر، بعد ترسيمها من قبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، خلال حفل الافتتاح. وأضاف صديقي، أن الأيام هذه ستشهد ارتفاعا في عدد الأفلام المتوجة، منها الفيلم الطويل، القصير، الوثائقي والأعمال التلفزيونية والدرامية المتوجة من بلدان وجنسيات مختلفة. مضيفا في ذات السياق، أن الطبعة التي جاءت تحت شعار: «التسامح إنتاج مشترك»، ثمّنت الأعمال وتحولت بموجبها لفضاء مفتوح للنقاش وتبادل الآراء، الذي كان على لسان صناع وعشاق الفن السابع. كان أسبوعا سينمائيا عربيا الأول من نوعه، قدم فرصة للجمهور المتعطش لعالم السينما بعد غياب 20 سنة استرجعت المدينة باحتضانها للأيام السينمائية حركيتها ومجدها الذي ضاع بسبب التهميش واللامبالاة. عرف حفل الاختتام حضورا قويا للفنانين والممثلين الجزائريين والعرب. وسادته لغة السلم والاستقرار، رسمت فرقة المالوف القسنطيني لوحة فنية أصيلة نالت موسيقاها إعجاب الحضور من الفنانين والممثلين العرب، منهم الفنانتان السورية «فادية الخطاب» واللبنانية «مادلين طبر» اللتان حظيتا بالتكريم. مست التكريمات كوكبة من نجوم السينما والفن، على رأسهم الموسيقار «نوبلي فاضل» و»لطفي بوشناق»، «محمد الحلو»، «هدى سعد»، «أنوشكا»، «سارة فرح»، «كنزة مرسلي» وصوفيا صادق. كما مست التكريمات «ريم غزالي»، «زياد غرسة» وغيرهم من النجوم الذين شاركوا في التظاهرة السينمائية التي جاءت لدعم سوريا فنّا وثقافة تحت شعار: «سلام من صبا بردى». كان مسك حفل الاختتام تكريم الفنانة القديرة شافية بوذراع وممثلي السلسلة التلفزيونية «أعصاب وأوتار» التي كانت ولازالت مصدر سعادة الجمهور القسنطيني والجزائري في أبعد مداه وأوسع رقعته.