دعت مصلحة الوقاية التابعة لمديرية الصحة لولاية سيدي بلعباس، إلى تكثيف الحملات التحسيسية على مستوى المؤسسات التربوية خاصة الابتدائيات، للحد من إنتشار الأمراض المتنقلة عن المياه بعد تسجيل المصلحة ل37 إصابة بداء إلتهاب الكبد الفيروسي أ، خلال السنة المنصرمة 2015 وتسجيل 56 حالة سنة 2014. وحسب الإحصائيات المستقاة، فإن معظم الحالات تم تسجيلها داخل الوسط المدرسي، بعد تعرض التلاميذ المصابين إلى العدوى، باعتبار أن الداء ينتقل عبر المياه الملوثة ومن مصاب لآخر عبر تناول الأغذية من طبق واحد وباستعمال نفس أدوات الأكل، الأمر الذي يستدعي الاكثار من الحملات التحسيسية داخل المدارس لتوعية التلاميذ وحتى مسيري المطاعم المدرسية بالوقاية من الداء عن طريق احترام شروط النظافة، تعقيم خزانات المياه والحرص على تعليم التلاميذ الممارسات اليومية المتعلقة بنظافة الأيادي والاستعمال الفردي لأدوات الأكل. وفي ذات السياق كانت مديرية الصحة بالتنسيق مع مديرية التربية، قد أطلقت الموسم الدراسي الجاري حملات تحسيس واسعة بالوسط المدرسي لتوعية المتمدرسين بمختلف الأخطار الصحية، كالأمراض المتنقلة عن طريق المياه، أخطار التدخين، المخدرات وغيرها. وعن التلقيحات المدرسية، فقد أكدت المصلحة بلوغها نسبة 85٪ بعد أن مست أزيد من 124 ألف متمدرس خلال الفصل الأول فقط عكس الموسم الماضي، الذي استمرت فيه العملية طيلة الفصول الدراسية الثلاثة، الأمر الذي تطلب إعادة التفكير في برنامج جديد يخصص فيه الفصل الدراسي الأول لعملية التلقيح والفصلين المتبقيين للتكفل الصحي والمتابعة وكذا التحسيس، وهو البرنامج الذي سيمكن من التكفل الجيد بملف الصحة المدرسية خاصة بالمناطق الجنوبية والنائية، أين سجلت عديد الحالات المرضية على غرار إصابات قصر النظر، داء السكري، وإصابات الخصية المعلقة والتي تصيب العديد من التلاميذ في سن مبكرة وغيرها من الأمراض كالجرب والقمل التي إكتشفها أطباء الوحدات الصحية المدرسية من خلال معاينتهم وفحصهم للتلاميذ، وقد سجلت معظم الحالات بالبلديات النائية أين يجد أولياء التلاميذ صعوبة في علاج أبنائهم، بسبب بعد المستشفيات ومحدودية دخلهم، الأمر الذي يتطلب التكفل بهم وإجراء عمليات جراحية مستعجلة وهو ما قامت به المصلحة بعد تكفلها بنحو 42 تلميذا خضع لعمليات جراحية مختلفة خلال المواسم الدراسية الماضية، كما تسعى المديرية أيضا إلى تقريب العلاجات المتخصصة بالعيادات الجوارية لتسهيل إجراء الفحوصات للتلاميذ عبر كامل تراب الولاية، وتمكينهم من متابعة أوضاعهم الصحية بشكل دائم ومستمر.