أسفرت الأمطار المتهاطلة على منطقة تيبازة في الآونة الأخيرة عن تحويل المدخل الشرقي لمدينة بوسماعيل على مستوى الطريق الوطني رقم 11 إلى بحيرة مرعبة للمارة، لاسيما لأصحاب السيارات السياحية، بحيث أضحى معظم السائقين يتحاشون المرور بالمنطقة، مفضلين الدوران عبر أعالي المدينة. بالنظر إلى خطورة الظاهرة على حركة المرور، فقد أعرب العديد من السائقين عن تذّمرهم واستيائهم مما حصل لاسيما وأنّ الجهات المعنية لم تحرّك ساكنا لتصريف المياه أو توفير منفذ آمن للمركبات وبقيت الأمور على حالها الى غاية مساء أول أمس بحيث تجد السيارات السياحية وحتى النفعية منها صعوبات جمة للمرور فيما يفضّل أغلب السائقين عدم المجازفة حفاظا على مركباتهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ مياه الأمطار تعوّدت على غمر ذات الموقع كلما تساقطت بغزارة طيلة السنوات الفارطة، إلا أنّ الجهات المعنية ما تزال تعتبر ذلك نقطة سوداء ليس من السهل القضاء عليها، ولم تجد السبل الكفيلة لاقتراح حلول تقنية لها، متذرّعة بكون الفلاحين النشطين بجوار الموقع يقفون حجر عثرة أمام حفر قنوات طبيعية لتصريف المياه مما يؤدي إلى تراكم هذه الأخيرة على منطقة منخفضة على امتداد الطريق الوطني رقم11. وعلى صعيد آخر ساهمت مياه الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة طيلة اليومين الماضيين عن تعرية العديد من ورشات الأشغال المتعلقة بنصب مختلف الشبكات، وأضحت بذلك عدة مسالك صعبة المرور على مستوى عدّة أحياء بالمدن الشرقية والوسطى للولاية على غرار سيدي عمر وفوكة والقليعة وغيرها، بحيث أصيبت بعض الورشات الميدانية بأضرار بليغة بفعل تسرّب الأتربة إليها ومن حولها ناهيك عن تسرّب الأتربة والحجارة إلى عدد من الطرقات العمومية على غرار ما حصل بالطريق الولائي رقم 110 من فوكة البحرية إلى القليعة، بحيث لم تأخذ المقاولات النشطة على حواف الطرق نداءات مصالح الري بالولاية في الحسبان فيما يتعلق بتنقية مجاري المياه وحجز الأتربة بعيدا عنها. وبالنظر إلى انسداد عدة بالوعات فقد غمرت المياه أول أمس عدّة مقاطع من مختلف الطرقات العمومية إلا أنّ ضررها لم يبلغ درجة تدخل الحماية المدنية لتصريف المياه، بحيث أكّد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية بالولاية الملازم الأول، محمد مشاليخ، بأنّ ذات المصالح لم تتدخل سوى لإنقاذ سيارة عالقة سقطت عليها شجرة بحي الإخوة معمري بمدينة القليعة خلال اليوم الأول من الاضطرابات الجوية، غير أنّ عملية الإنقاذ تحولت الى مأتم بفعل وفاة أحد الأعوان عقب تعرّضه لصعقة كهربائية في حين لم تسجّل آية تدخلات أخرى تتعلق بتصريف المياه أو إنقاذ أشخاص في حالة خطر ناجم عن التغيّر المفاجئ للأحوال الجوية.