أحصت مصالح الري لولاية تيبازة مرور 77 واديا عبر أقاليمها من بينها 47 واديا تقطع مختلف التجمعات السكانية مشكلة خطرا محدقا بالسكان في حال تهاطل كميات هامة من الأمطار بصفة فجائية، لاسيما وأنّ مختلف الأودية تبقى لحد الآن عرضة لرمي النفايات الصلبة ومخلفات النشاطات الفلاحية بطريقة عشوائية. بالنظر إلى خطورة الوضع في حال وقوع فيضانات على غرار ما حصل بباب الوادي بالعاصمة سنة 2001، فقد سطرت مديرية مصالح الري بالولاية مخططا لليقظة والطوارئ والحماية بالتنسيق مع عدّة مصالح أخرى كالحماية المدنية والأشغال العمومية واتصالات الجزائر وغيرها بحيث يتم ضمان المناوبة الدائمة على مدار الساعة على مستوى المديرية الولائية ومختلف المديريات الفرعية بدوائر الولاية، ويشمل مخطط اليقظة والطوارئ والحماية من الفياضانات قوائم اسمية لمختلف المتدخلين مع الإشارة إلى مناصبهم وهواتفهم ومجالات تدخلاتهم بمعية احصاء الترسانة البشرية المسخرة للتدخل المباشر في حالة الضرورة وهي تضمّ 315 فردا تابعا لمؤسسة “سيال” و192 فردا تابعا لمصالح الري. غير أنّ مصالح الري لا تزال تسعى جاهدة على مدار السنة من أجل تحيين خريطة النقاط السوداء المرتبطة بالفياضانات ناهيك عن تنظيم حملات دورية لتنظيف الأودية والنقاط الحساسة بالتنسيق مع مصالح مؤسسة سيال والأشغال العمومية والبلديات، بحيث تمّ رصد مبلغ 30 مليون دج لرفع النفايات والحواجز من 47 واديا خلال سنتي 2014 و2015، وهي العملية التي اقتضت تشغيل 13 مؤسسة مختصة لرفع ما يربو عن 30 ألف طن من النفايات، أما فيما يتعلّق بموسم الأمطار الحالي فقد سجلت مصالح الري بالولاية تقديم مصالح الأرصاد الجوية لثلاث نشرات خاصة تعنى باحتمال تهاطل أمطار طوفانية، مما أجبر مصالح الري على تفعيل جهاز اليقظة والطوارئ والحماية من الفياضانات ووضع آلياته على أهبة الاستعداد للتعامل مع المستجدات المحتملة، وتمّ وفقا لهذه الحركية تسجيل عشرات حالات التدخّل بمختلف البلديات التي شهدت تسرّب مياه الأمطار خارج مساراتها الطبيعية وتجمعها بمواقع تشكل خطرا على الحركة المرورية سواء تعلق الأمر بالراجلين أو المركبات وذلك بفعل انسداد المجاري وتدفق المياه من البالوعات، وتمّ علاوة على ذلك تنظيف مجموعة من الأودية بداية الموسم الجاري بكل من عين تقورايت وخميستي والدواودة وفوكة وحجوط . جاهزية 7 دراسات لحماية المدن من الفيضانات أنهت مصالح الري بولاية تيبازة مؤخرا 7 دراسات تقنية، تتعلق بحماية المدن من الفياضانات وهي الدراسات التي قالت عنها مصادرنا بأنها تبقى بحاجة إلى تحيين وفقا لمعطيات جديدة ناجمة عن توسع النسيج العمراني بجوار المدن المعنية، ويتعلق الأمر هنا بحماية مدينة خميستي من الفياضانات وكذا مدينة بوسماعيل على مستوى واد الغربي ومدينتي الناظور وسيدي موسى ببلدية الناظور وكذا مدينة بوهارون على مستوى واد السوق والحي الغربي، وكذا حي نجال وحي 66 سكن بعين تقورايت مع تهيئة وادي بوركيكة بجنوب الولاية، فيما لا تزال درستان قيد الانجاز حاليا، ويتعلق الأمر بكل من تصريف مياه الأمطار على مستوى القطب الجامعي لعاصمة الولاية وتهيئة وادي المستشفى بالقليعة. وكانت مصالح الري بالولاية قد استلمت خلال العام المنصرم عدّة مشاريع تهيئة لأودية أخرى تندرج ضمن مخط حماية المدن من الفياضات بحيث تضمّ ذات القائمة تهيئة كل من وادي قليل ببلدية الداموس وواد الحمام بشرشال ووادي مراد بحجوط، إضافة إلى حماية حي اليوسفية ببلدية بوسماعيل من الفياضانات، فيما لا تزال الأشغال جارية أوقد تنطلق قريبا بعدّة مشاريع أخرى مدرجة ضمن برنامج السنة الجارية بحيث يتعلق الأمر بتهيئة كل من وادي الهاشم ببلدية سيدي عمر ووادي قنطرة ببلدية شرشال ووادي السوق ببلدية بوهارون وكذا وادي مراسان بدوار بربيسة ببلدية الشعيبة، إضافة إلى نصب مجمع للمياه القذرة بشارع المقطع ببلدية فوكة. وأحصت مصالح الري بولاية تيبازة 40 نقطة سوداء عبر مختلف أقاليم الولاية لم تتمكن من القضاء عليها على مدار عدّة سنوات خلت بحيث أضحت تلك النقاط تستهلك قدرا كبيرا من جهود التهيئة والإغاثة عقب تساقط كميات هامة من الأمطار. ولم تفلح الأشغال الترقيعية المنجزة لتهيئتها من إيجاد حلول جذرية لها، ومن ثمّ فقد أضحت مصالح الري تواظب على مراسلة مختلف الجهات المعنية كالأشغال العمومية ومؤسسة سيال ومجمل المؤسسات العاملة بجوار الطرق والبلديات أيضا، لتهيئة ورفع القمامة والنفايات من الأودية المؤدية إلى النقاط السوداء المعنية، بحيث تؤكّد ذات المصالح بأنّ تسرّب التربة والنفايات بكثرة على سطح الأرض أو داخل المجاري المائية بوسعه التسبب في انسداد المجاري وتدفق المياه من البالوعات بالشكل الذي يصعب التحكم في توجيهه، بحيث لوحظ تراكم كميات كبيرة من مياه الأمطار بعدّة نقاط معنية بالظاهرة على امتداد الطريق الوطني رقم 11 خلال فترات سقوط الأمطار بغزارة مؤخرا ولم تتمكّن السيارات السياحية الصغيرة من إجتياز بعض تلك النقاط كما هو الشأن بالمدخل الشرقي لمدينة بوسماعيل. كما تجدر الإشارة هنا، إلى أنّ معظم النقاط السوداء تقع على امتداد الطريق الوطني رقم 11 العابر من شرق الولاية إلى غربها، ولاسيما داخل المدن وما جاورها ولاسيما بمدن بوسماعيل وبوهارون وعين تقورايت وتيبازة وسيدي غيلاس وشرشال وقوراية وخميستي، كما تشمل باقي البلديات الواقعة بعيدا عن ذات المحور عدّة نقاط سوداء أخرى كما هو الشأن بالنسبة لبديات القليعة وحجوط وسيدي عمر ومناصر والحطاطبة وفوكة.