يعقد مجلس الأمن في وقت لاحق من نهار أمس جلسة طارئة لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخا تقول إنه يحمل قمرا اصطناعيا، في حين يعتبر عدد من الدول المجاورة لها أنه صاروخ بعيد المدى يمكنه يحمل رؤوسا نووية. ويقول دبلوماسيون إن اليابانوالولاياتالمتحدة تريدان أن يجيز المجلس قرارا يدين إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي ويدعو إلى فرض صرامة أكثر في العقوبات التي سبق أن اتخذها المجلس ضد بيونغ يانغ. وقد طلب مندوب اليابان في المجلس عقد الجلسة مباشرة بعد إطلاق الصاروخ، الذي تعتبر بلاده أنه ينتهك قرار الأممالمتحدة الذي يحظر على بيونغ يانغ اختبار صواريخ بالستية. وساندت الولاياتالمتحدة طلب اليابان، ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما إطلاق الصاروخ بأنه عمل استفزازي، داعيا كوريا الشمالية إلى الكف عن مثل هذه الأعمال. وقال أوباما أمس في بيان صدر من العاصمة التشيكية براغ التي يزورها لحضور قمة أميركية أوروبية إن كوريا الشمالية تجاهلت بهذا العمل الاستفزازي التزاماتها الدولية ورفضت دعوات لا لبس فيها لضبط النفس، وعزلت نفسها بشكل أكبر عن المجتمع الدولي. ومن جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لإطلاق الصاروخ، وطالب بيونغ يانغ بالتقيد بقرارات مجلس الأمن وباستئناف المحادثات السداسية الخاصة ببرنامج كوريا الشمالية النووي. وقد وضعت طوكيو قواتها في حالة تأهب قصوى منذ نحو أسبوعين، وجهزت مضاداتها الصاروخية تحسبا لأي تداعيات جراء إطلاق كوريا الشمالية صاروخها، وأعلنت فجر أمس أنه قد مر من أجوائها وأن محرك الدفع الثاني الخاص به سقط في مياه المحيط الهادئ. وكانت كوريا الشمالية أعلنت أنها ستطلق بين الرابع والثامن من أفريل صاروخا يحمل قمرا اصطناعيا من طراز كوانغمويانغ سونغ 2 بغرض وضعه في الفضاء الخارجي. إلا أن كلا من سول وطوكيو وواشنطن اعتبر أن الصاروخ مصمم لحمل رؤوس حربية قد يصل مداها إلى ألاسكا الأميركية، وقالت اليابان إن عملية الإطلاق تشكل تهديدا لها. وبعد اكتمال عملية الإطلاق قال رئيس الوزراء الياباني تارو أسو في مؤتمر صحفي بطوكيو إن همنا الأول هو تأكيد السلامة وجمع المعلومات. وقال مراسل الجزيرة في طوكيو فادي سلامة إن هناك شعورا بالارتياح لدى اليابانيين لأن أي أجزاء من الصاروخ لم تسقط فوق أراضي اليابان، وهو ما كان سيلزمها بالرد، مضيفا أنها بالمقابل قلقة لأن كوريا الشمالية باتت تملك القدرات التي تملكها الدول المنضمة إلى النادي الفضائي.