أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حصيلة ايجابية للتعليم العالي والبحث العلمي الذي يخوض منذ سنوات اصلاحات جذرية بغرض التوصل الى جامعة منتجة تتولى مهمة قيادة المجتمع، وحل همومه وتعقيداته بعيدا عن الجمود والانغلاق على الذات.. وأكد الرئيس بوتفليقة في جلسة الاستماع لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، الاشياء الايجابية الكثيرة المحققة التي ازيلت عن الجامعة الصورة البائسة الملصقة بها منذ عصور وهي صورة تجعل الجامعة الجزائرية في موقع لا تحسد عليها تدرس برامج وتخصصات لا علاقة لها احيانا بعالم الشغل والاحتياجات الاقتصادية.ووجهت أكثر من مرة للجامعة الجزائرية في فترات سابقة وقبلت اشياء ليس صحيحة بشأنها وذكرت أشياء واقعية سلبية استدعت التغيير والاصلاح، منها أن الجامعة تخرج كهولا لا تصلحون للانتاج، ولا يفيدون المجتمع بالنزر المطلوب بسبب الشعب غير المجدية التي تدرسها وبسبب كذلك بطء الدراسة، وطولها ومللها.لهذا جاءت الحاجة الملحة للإصلاح، وتهيئة المناخ لجامعة تسند لها قيادة المجتمع، والتكفل بانشغالات المؤسسات الاقتصادية ولا تكتفي بتخيرج طلبة يفتقدون للمهارة العلمية في أغلب الاحيان وتجد المؤسسات الموظفة لهم نفسها مجبرة على اقامة لها تربصات ميدانية ورسكلة، مكلفة للمال والوقت.ويفهم عندها لماذا جاء نظام ''ال ام. دي'' ، لتخرج جيل من الشباب الجامعيين في أقرب مدة، وأكثرها كفاءة معرفية وتأهيلا وتبعد تجربة ''ال ام. دي'' التي تطبق في جامعات جزائرية في انتظار تعميمها على كل المؤسسات الأخرى، الصورة المألوفة التي جعلت في السابق الكثير من الجامعات تكتفي بتخرج الطلبة، دون ضمان لهم احقية الاندماج بالعالم الاقتصادي ومراكز البحث وهي صورة عاشتها الجزائر لسنوات في فترات متعاقبة، ابقت الجامعة حبيسة تخرج طلبة وفق قاعدة ''التكوين من أجل التكوين'' وليس التكوين لتلبية الاحتياجات والطلب الاجتماعي المتنامي، المتصاعد بحكم ضرورة المرحلة والصيرورة.وليس بغريب أن تفتح الجزائر تجربة ''ال ام. دي'' التي طبقت في دول كثيرة متقدمة ولاسيما الانكلوساكسونية والاسكندنافية وحققت الرواج المنتظر، ليس بغريب على الجزائر التي تحولت الى ورشات اصلاح في كل القطاعات، أن تمنح الأولوية لنظام ''ال ام. دي'' وتحسس الجامعات، بجداوة ازالة المخاوف والافكار المسبقة والحسابات السياسية المروجة بغير وجه حق.من هذه الزاوية جاء تأكيد الرئيس بوتفليقة في جلسة الاستماع لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي على حتمية مواصلة هذه التجربة التي باتت عالمية والجزائر لا يمكن أن تشذ على القاعدة وتشكل الاستثناء من حيث عدم مراعاتها لأهمية ''ال ام. دي'' .لكن هذا النظام، يفرض ظروفا مهيئة من مرافق بيداغوجية وآليات تكوين، ويحتم وجود أساتذة جامعيين في مستوى الطموح والتطلع، يرافقون الطلبة في معركة التحصيل العلمي / المعرفي، بلا كلل وتباطؤ.. كما يفرض شبكة من تكنولوجيات الاعلام والاتصال، تساعد الطلبة من اقتحام مجتمع المعلومات في الزمن الرقمي الذي حول العالم الفسيح المترامي الاطراف، الى قرية شفافة، تتداخل فيها الوحدات وتسقط فيها الحواجز والحدود عدا حدود المعرفة والعلم..وتلعب الشراكة المرتسمة المعالم بين الجامعات الجزائرية والاجنبية دورا مهما في بلوغ هذه الاهداف والتطلعات ووقعت أكثر من جامعة جزائرية مع نظيرتها الاجنبية اتفاقات تعاون بغرض تبادل المعارف والتكوين.. وتطبق هذه الاتفاقات المبرمة في اطار علاقة توأمة بين الجامعات في الميدان.. وتجري التدابير حول تنفيذ برامج ومشاريع مشتركة حول تعقيدات ما وجريا وراء هذه المقاصد، حث الرئيس بوتفليقة على تحسين وسائل التوثيق المتوفرة لفائدة الطلبة بما في ذلك الاطلاع على المكتبات والوثائق بالجامعات الاجنبية الكبرى..فهذه الممارسة الجامعية التي نحن في اشد الحاجة اليها، يعد الإطار الأنسب لتحسين نوعية المعارف وهي معارف تتعزز بإنشاء المدارس العليا المختصة الموجهة لتكوين الاطارات استجابة للحاجيات الوطنية الملحة.