الندوة التضامنية مع الضحايا تفضح الجريمة ضد الإنسان والبيئة شهادات حية من عمق الجرح تنقلها «الشعب» بمخيمات اللاجئين شدّد ممثلو المجتمع المدني الجزائري والصحراوي، على ضرورة تكثيف الجهود والتنسيق لمكافحة خطر الألغام التي تحصد أرواح العديد من الأشخاص، داعيين إلى ضرورة وضع إستراتيجية لمساعدة ضحايا الألغام الذين تتضاعف معاناتهم، والتعامل معهم بإنسانية، وكذا تقديم مساعدات مادية ونفسية لضحايا الصحراء الغربية. دعا عوالة لحبيب الأمين العام للجمعية الصحراوية لضحايا الألغام، أمس، خلال ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني، بمخيمات اللاجئين الصحراويين بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الألغام، بعنوان»مكافحة الألغام... فعل إنساني»، إلى وضع إستراتيجية لمساعدة ضحايا الألغام، الذين تتضاعف معاناتهم والتعامل معهم بإنسانية. وأوضح في تصريح للصحافة على هامش الندوة، أن الجمعية تهتم بشؤون الضحايا في الصحراء الغربية، من حيث إحصائهم، زيارتهم في المستشفى وتأطيرهم وإدماجهم في المجتمع من خلال بعض المشاريع المصغرة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الموجودة في الاتحاد الأوروبي مثل المحلات التجارية، مزارع عائلية صغيرة، تربية المواشي، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، مشيرا إلى غياب مراكز للتأهيل البدني للتكفل بالضحايا بمخيمات اللاجئين الصحراويين. وبالمقابل، أكد رئيس الجمعية أنه لا يوجد رقم رسمي حول عدد الضحايا كون مجهودات الجمعية محدودة، وتحاول إحصاء الضحايا بناء على مساعدات توجهها منظمات إنسانية أخرى، مطالبا بإعطاء المجتمع المدني والحكومات عناية خاصة للضحايا في الصحراء الغربية، لأن معاناتهم تتضاعف من حيث الإصابة وكذا كونهم لاجئين لأكثر من أربعين سنة مع وضع لجوء صعب، كما طالب بتقديم دعم نفسي ومعنوي من المراكز والتشغيل والمساعدات المادية. وأكد محمد جوادي رئيس الجمعية الجزائرية لضحايا الألغام، التزام هذه الأخيرة والمجتمع المدني الجزائري بمساعدة الصحراويين لمكافحة الألغام، نفس الأمر أكده محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد معبرا عن تضامن الجمعية مع إخوانهم الصحراويين. من جهتها، نوهت نعيمة ليال مديرة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتندوف بما يقوم به مكتب الصليب الأحمر، بإعطائه أهمية كبيرة لموضوع الألغام وإشراك كل الفاعلين، مستعرضة أهم المساعدات التي تقدمها منظمة الهلال الأحمر الدولي عبر برامج إعادة التأهيل البدني والعلاج الطبيعي والاصطناعي بالتعاون مع السلطات الصحراوية منذ سنة 2007، وقيام فرق بزيارات ميدانية لكافة الولايات بهدف تقديم خدمات، حيث ينشط في المكتب 14 متدربا. وأضافت مديرة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك حوالي 200 صحراوي ضحية ألغام، يستفيدون من العلاج على مستوى مركز الشهيد شريف بمخيمات اللاجئين الصحراويين، و800 مستفيد سنة 2015، قصد استعادة قدراتهم على الحركة ليعيشوا حياة كريمة ويلعبوا دورا في المجتمع، مبدية استعداد اللجنة لتبادل المعلومات الضرورية مع المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام حول الضحايا المستفيدين من خدمات المركز بهدف المساهمة في توثيق الحوادث وقاعدة البيانات التي يعملون عليها. واعتبرت فاطمة محمد السعدي ممثلة عن منظمة المساعدات الشعبية النرويجية، الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الألغام المصادف للرابع أفريل من كل سنة، هو تذكير بضحايا الألغام في الصحراء الغربية جراء الجدار العازل وزرع الألغام على طول 2700 كلم من طرف الاحتلال المغربي، مؤكدة أن المنظمة تنشط منذ 2012 مع المكتب الصحراوي لتطهير المناطق الملغمة، كما تشارك في العمل التحسيسي بخطر الألغام، وتجدر الإشارة إلى أنه تم تكريم ممثلتي مكتب الصليب الأحمر ومنظمة المساعدات الشعبية النرويجية وكذا الأستاذ محمد لحسن زغيدي.