في إطار التعاون التقني بين وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والوكالة الألمانية "CT2" تم عرض مشروع برنامج طريقة نوكلوس "nucleus" الموجه اساسا لترقية وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثلما اكده مصطفى بن بادة وزير القطاع ويعتمد هذا البرنامج الذي لقي رواجا كبيرا في امريكا الجنوبية وافريقيا وخصوصا في البرازيل، حيث شهدت اولى محاولات تطبيقه سنة 1991 على مبدأ تشكيل وحدات تدعى " clucleus" وهي عبارة عن شبكة اتصال تضم حوالي 7 فما فوق من المقاولين والحرفيين الذين ينشطون في مختلف النشاطات الحرفية والتقليدية في محاولة للقضاء على العمل الفردي الذي كان يطغى على هذا المجال، او الالتحاق بهذه الوحدات التي تسمح لهم بعقد اجتماعات بصفة دورية (كل 20 يوما) يطرحون خلالها اهم المشاكل التي تعيق اكمال مشاريعهم وانجازاتهم وكذا ايجاد الحلول اللازمة بمساعدة المستشار الذي يقوم بمهمة التوجيه والتنسيق فيما بينهم: فهذه الاجتماعات تسمح لخلق فضاء واسع للنقاش والاقتراح تعمل على تجميع جهود الحرفيين للعمل على كل النشاطات الخاصة بهذا القطاع، والذي يساهم بطريقة مباشرة في تحسين وتطوير الاداء المهني والحرفي. وبعد 18 شهرا من تطبيق هذا البرنامج في الجزائر ورغم المخاوف من عدم ملاءمته مع الظروف الاقتصادية للبلاد الا انه حقق نتائج جد ايجابية، وهذا استنادا الى شهادات حية شاركوا ميدانيا في تجسيد هذه المقاربة. فحسب أحد المشتركات في نوكلوس الخاصة بقطاع النسيج بسطيف فإن هذا البرنامج سمح لها بتحقيق عدة مكاسب كالخبرة والجرأة والنظرة المستقبلية التي كانت تفقدها في إطار العمل الفردي. ومن جهته أعطى بن منصور (مستشار) من تلمسان شهادة حية عن اهمية التجربة التي استفاد منها الكثير من الحرفيين واصحاب المهن من بنائين وحلاقين وصانعي الالبسة والخياطة. وشرح كيف تمكنت هذه المجموعات الحرفية من الارتقاء بالعمل وكسب مهنية وتأهيلا بعدما كانت منعزلة بعضها عن بعض. وبالاضافة الى هذه الشهادات الحية اكد الوزير السيد مصطفى بن بادة على ان هناك استجابة واضحة وردة فعل ايجابية من طرف النشطاء في هذا المجال، حيث تم تسجيل الى حد الآن 1500 حرفي شاركوا في 170 نوكلوس وكذا شهد العجز المالي انخفاضا من 60٪ الى 30٪ بعد تطبيق هذه المقاربة. وأكد الوزير في هذا الإطار أنه سيعمل بكل مابوسعه من أجل وضع ارضية صلبة لمواصلة هذا المشوار وهذا لن يتأتى حسبه إلا عن طريق تظافر مختلف الجهود وزرع الروح التعاونية والتكاملية التي يقوم عليها هذا البرنامج في كل نفوس الشباب من أجل اداء افضل للاقتصاد الوطني.