تقوم جمهورية صربيا تاريخيًّا على مشروع قومي ترك بصماته على بنية الدولة وعلى توجهاتها السياسية، لاسيما في علاقتها مع دول الجوار وشعوبها، وهي تسعى بعد حروب عدة في البلقان للعودة إلى محيطها دون التخلي عن هويتها. يعود تأسيس دولة صربيا الحديثة بجذوره إلى مؤتمر برلين المنعقد في عام 1878. وقد استقرت جغرافيًّا وسياسيًّا وفي داخلها تياران قويَّان يتصارعان من أجل رسم مستقبلها: تيار ليبرالي التوجُّه يدعو للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وتيار آخر محافظ يميني قومي لايزال يرى في روسيا حليفا استراتيجيا، إضافة إلى عاملين آخرين أكثر أهمية يجمعان بين البلدين: الدِّين والتَّاريخ. حصلت صربيا على وضعها الدولي، كدولة معترف بها، خلال انعقاد مؤتمر برلين في عام 1878ومع نهاية الحروب البلقانية، تضاعفت مساحتها، فتمدَّدت نحو الجنوب لتبلغ حدود مقدونيا الحالية؛ ثم أصبحت صربيا على إثر الحرب العالمية الأولى (1914-1918) أقوى دولة في المنطقة البلقانية، وتحولت بقرار من دول الحلف إلى مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، وكانت سلالة أسرة كارادجورجيفيتش على رأس الحكم في المملكة، ثمَّ تقرَّر في عام 1929 تغيير اسم الدولة ليُصبح “مملكة يوغسلافيا”؛ إلا أن الملكية سقطت نهائيًّا في البلاد بعد استسلام مملكة يوغسلافيا مع بدايات الحرب العالمية الثانية، وقد أُعيد تجديد الدولة اليوغسلافية مع صعود (المارشال جوزيف) وحركته المعادية للفاشية- المعروفة ب”البارتيزان” إلى سدَّة الحكم في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الديمقراطية، لتصبح صربيا -مساحة وديموغرافية- أكبر مكوِّن من مكونات الدولة الجديدة. جمهورية صربيا اليوم، يقع الجزء الأكبر منها في جنوب شرق أوروبا (شبه جزيرة البلقان)، ويمتد الجزء السفلي منها إلى وسط أوروبا، فيما تدخل تحتها إداريًّا مقاطعة فويفودينا ذات الحكم الذاتي؛ أما من حيث الحدود، فتحدُّها من جهة الشمال دولة المجر، ومن الشرق رومانيا وبلغاريا، ولها حدود جنوبية مع مقدونيا، أما من الجنوب الغربي فتحدُّها جمهوريتا كوسوفو والجبل الأسود، وإلى الغرب نجد دولتي البوسنة والهرسك وكرواتيا. دور مميز باتت صربيا، التي تعرضت عام 1999 للقصف من قبل قوات حلف الناتو على خلفية حربها على كوسوفو، أقوى بلدان المنطقة ترشيحًا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. تتمتَّع صربيا -من بين باقي دول البلقان- بشبكة علاقات دبلوماسية موسَّعة ورثتها عن يوغسلافيا السابقة، مع وجود تقاليد دبلوماسية عريقة لدى موظفيها في مختلف سفاراتها وقنصلياتها المنتشرة عبر العالم، كما تتميز أيضًا- بمتانة علاقاتها ونشاط جالياتها خاصة في فرنسا وأميركا وكندا. إلى جانب ذلك، فإن موقع صربيا الاستراتيجي في البلقان، وكذلك في أوروبا، بالإضافة إلى ما تتمتَّع به من اقتصاد قوي وسوق واسعة، يجعلها تؤدِّي دورًا سياسيًّا قياديًّا في البلقان، ويؤهِّلها لتكون دولة واعدة في المنطقة وجاذبة للقوى العالمية الكبرى. في سطور الاسم الرسمي: جمهورية صربيا العاصمة: بلغراد اللغة: الصربية (رسمية)، المجرية، البوسنية تاريخ النشأة: 5 جوان 2006 (عقب انفصال جمهورية الجبل الأسود عن صربيا) العملة: الدينار الصربي الجغرافيا الموقع: تقع صربيا وسط البلقان، تحدها شمالا هنغاريا، وشرقا رومانيا وبلغاريا وجنوبامقدونيا وكوسوفو، وغربا كرواتيا والبوسنة والجبل الأسود المساحة: 88.361 كيلومترا مربعا الموارد الطبيعية: النفط والغاز ، الحديد، الزنك، الذهب والفضة التوزيع العرقي: 83.3% صرب، 3.5% مجريون، 2.1% غجر، 2% بوسنيون، 5.7% آخرون الديانة: 84.6% أرثوذكس، 5% كاثوليك، 3.2% مسلمون، 1% بروتستانت، 1.1% ملحدون، والبقية ديانات أخرى أهم المنتجات: السيارات، معدات النقل، الأثاث، الحبوب، دوار الشمس، الفواكه.