دعا قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة، أمس، من ولاية سطيف، إلى ضرورة تحسين البرامج التكوينية وجعلها مطابقة للمعايير الدولية من أجل أداء خدمة عمومية ذات نوعية عالية لصالح المواطنين، مؤكدا على أهمية استعمال أحدث التقنيات لبلوغ مستوى أعلى من الإحترافية. شدّد نوبة لدى إشرافه على مراسم حفل تخرج أربع دفعات بمدرسة ضباط الصف للدرك الوطني بحضور السلطات القضائية والعسكرية والمدنية لولاية سطيف، على أهمية رفع مستوى التكوين والتأهيل لأعوان الدرك، خاصة في التحريات الجنائية والضبطية القضائية سواء النظرية منها أو التطبيقية في قانون المرور، تقنيات البحث والتحري، مسرح الجريمة وكذا تعلم اللغات لمواجهة الجريمة بكل أشكالها. وقد تعزز سلاح الدرك الوطني ب4 دفعات لضباط الصف، بينهم 1792 دركي محقق إلى جانب دفعتين من 160 و60 و200 رتيب حصلوا على أهلية عسكرية مهنية في اختصاص الإدارة من الدرجة الأولى والثانية. وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكد قائد مدرسة صف الضباط لسطيف العقيد عليوط الزاهي، أنه وتنفيذا لتوجيهات القيادة، فإن مدرسة ضباط الصف للدرك الوطني بسطيف ومن خلال توفير تأطير ذي جودة وتحسين أساليب ومناهج العمل البيداغوجي وتنقيح البرامج والاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة، تعمد إلى ضمان النوعية بتخطي طرائق التلقين ومناهج التلقي والانطلاق إلى فضاءات أكثر رحابة من بيداغوجيا الكفاءات، باعتبار التدريس نشاطا إنسانيا هادفا ومخططا يرمي إلى صقل المهارات بشكل يضمن نجاح مخرجات التكوين بطريقة تتكيف مع التطور وتتوافق ومتطلبات العصر الجديد. وقد تلقى المتخرجون على مدار سنتين تكوينا عسكريا قاعديا، بالاضافة إلى التكوين التخصصي القانوني وتوجت هذه المرحلة بأداء اليمين القانونية يوم 14 ماي 2016، مما يؤهل الدركي للحصول على صفة عون شرطة قضائية والعمل في مجال التحريات الجنائية والمساهمة في التحقيقات وفي الميدان القضائي بصفته دركيا محققا، خاصة أن هذه الفترة التكوينية تدعمت بتعلم مختلف المواد القانونية، تقنيات الشرطة العلمية والتقنية، اللغات الأجنبية وتقنيات الإعلام والاتصال وهذا لضمان مواكبة الدركي للتطورات التكنولوجية والميدانية. وأمام تفاقم الإشكالية الأمنية وبروز تهديدات غير تقليدية، بما في ذلك الجريمة المنظمة، في ظل التحولات المتسارعة وعمق التغيرات التي تتطلب سرعة التأقلم، لا خيار لها إلا النجاح. وإدراكا منها بذلك، عبّأت مؤسسة الدرك الوطني جميع مواردها لتعزيز هياكلها وفق برامج طموحة تتمشى ومتطلبات العصرنة، لبلوغ أعتاب ما تصبو إليه من تقدم ومكانة مرموقة بين نظيراتها من المؤسسات الأمنية الرائدة في العالم. ودعا مدير المدرسة المتخرجين إلى ضرورة التقيّد بتوجيهات القيادة والاستفادة من خبرات زملائهم الذين تمرّسوا في الحياة المهنية، والوفاء للقسم الذي أدّوه. مؤكدا أن المعارف التي حصلتم عليها خلال تكوينكم القاعدي ومهما بلغت من جدارة، يبقى السهر بكل وعي على التطبيق السليم لها هو السبيل لتحقيق أهدافها، وحثهم على ضرورة دفع سيرورتها نحو الأفضل بتحيينها ومسايرة التطورات والمستجدات الحاصلة في المجالين المعرفي والمهني والانفتاح على الثراء الفكري الذي تتيحه الوسائل الحديثة، فأنتم اليوم، يضيف عليوط قائلا، وبحكم وضعكم كدركيين أعوان شرطة قضائية في مؤسسة الدرك الوطني، ملزمون بالتحلي بالقيم والمبادئ التي تسير المؤسسة المستمدة من تاريخ شعبنا المجيد. وعرفت مراسم حفل التخرج استعراضات قام بها الدركيون المتخرجون، ليفسح المجال لتكريم أفراد من عائلة الشهيد البطل «جودي مبروك» من طرف قائد الدرك الوطني الذي أكد أن هذه المبادرة تعتبر تثمينا لتضحيات الشهداء والتذكير بدورهم الحاسم في تحرير الوطن. كما اطلع نوبة والوفد المرافق له بالمناسبة، على عدة معارض على مستوى مختلف المجمعات البيداغوجية للمدرسة تبين طرق ومناهج التكوين النوعي في التحريات الجنائية والضبطية القضائية، خاصة النظري والتطبيقي في قانون المرور، تقنيات البحث والتحري، مسرح الجريمة وكذا تعلم اللغات لمواجهة الجريمة. وفي إطار التعامل مع الأجهزة الأخرى وبموافقة وزارة الدفاع الوطني، تم تكوين إطارات تابعة لكل من المديرية العامة للأمن الوطني، مديرية الغابات في مجال التحقيقات في الحرائق، فيما استفاد أزيد من 150 درّاج من الحماية المدنية من تكوين في مجال السياقة والتدخلات السريعة على الطرق من أجل الإسعاف في حالات وقوع حوادث المرور.