أحيت بجاية، أمس الأول، الذكرى 60 لإضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956 والذي شكل مرحلة حاسمة في تاريخ الثورة التحريرية المظفرة، حيث التفّت جميع فئات المجتمع حولها، بمن فيهم طلبة الجامعات والثانويون، الذين أبوا إلا أن يشاركوا في مسيرة الكفاح المسلح وضحوا بمستقبلهم الدراسي للوقوف ضد فرنسا الظالمة. ما ميز الاحتفال، وقوف الأسرة الثورية بمعية السلطات المحلية والطلبة، بمقام الشهيد ببجاية والترحم على أرواح الشهداء، ومن ثم تم التوجه إلى بلدية أوقاس، حيث أشرف والي الولاية على وضع حجر الأساس لمجسد بأوقاس، بغلاف مالي قدره مليونا دينار، وبطاقة استيعاب تصل ألفي مصلي بقاعتين للرجال، قاعة للنساء ومسكنين. كما تم وضع حجر إنجاز جسر على وادي تابوط، وهو ما يسمح بربط المنطقة بباقي البلديات. وقد لقي هذا المشروع استحسان ممثلي السكان، الذين ثمنوا المجهودات التي تبذلها الجهات الوصية لمساعدتهم على الاستقرار والحرص على تلبية مطالبه. وبملبو، تم وضع نصب تذكاري للفقيد محمد عبد رحماني، الذي اغتالته أيادي الإرهاب في 27 مارس 1995، وهو الصحافي الفذ الذي وقف ضد من أراد تفرقة الجزائر وترك مقولة «من أحب وطنه عمل من أجله». وتواصلت زيارة الوفد الولائي إلى جامعة أبوداو، حيث تم تقديم عرض حول الإسعافات الأولية. وأكد المشرف على ضرورة التصرف الفوري لإنقاذ حياة الشخص المصاب، إذ حين تقدم إسعافات أولية صحيحة ستزداد نسبة النجاة، كما ركز على الهدوء والسيطرة على الأعصاب. وتم بالمناسبة تنظيم عدة أنشطة ومعارض خلدت هذا الحدث، منها نشاطات وتظاهرات فكرية، ثقافية ورياضية متنوعة، شارك فيها طلبة الإقامات الجامعية، مما سمح لهم بتقوية العلاقات والتعارف فيما بينهم. كما تم تنظيم حفل فني على شرف الطلبة ووزعت الجوائز والهدايا على المتفوقين في المسابقات المنظمة بالمناسبة. كما تم تنظيم معرض للصور وآخر للمقالات الصحفية المخلدة لنضال كافة شرائح المجتمع، كما تبرز أهمية الحدث الذي حقق الأهداف المسطرة، بالتحاق فئة الطلبة والثانويين بالثورة، وهو الدعم الذي مكّن من إيصال صوت الجزائر إلى المحافل الدولية.