حظيت الأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين»، أمس الأول، بإشراف نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح; على حفل تخرّج ثلاث دفعات عسكرية تلقت تكوينا عسكريا وعلميا رفيعا واعتبرت بمثابة عصارة التكوين القاعدي للجيش الوطني الشعبي وفقا للمناهج العسكرية الحديثة. تضم الدفعات المتخرجة، الدفعة التاسعة من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة السابعة والأربعين من التكوين الأساسي والدفعة الرابعة والأربعين من دورة القيادة والأركان، مع الإشارة إلى أنّ الفريق «أحمد قائد صالح» كان محاطا بكل من قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر وقائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، وقائد الأكاديمية العسكرية لشرشال اللواء علي سيدان، الذي ألقى كلمة التخرّج، مشيرا من خلالها إلى أهمية إحياء المسار التعليمي لأشبال الأمة الذي يعد امتدادا للمسار التعليمي لأشبال الثورة. وانتهز فرصة تخرّج أول دفعة من هذه الفئة هذه السنة ليشيد بفعالية النهج البيداغوجي المتبنّى وبالنتائج المحققة للدفعات الملتحقة بالأكاديمية العسكرية لشرشال. كما أشار قائد الأكاديمية إلى توقيع عدّة اتفاقيات تعاون مع جامعات جزائرية في ميادين التكوين والبحث العلمي والتطوير التقني، لغرض جعل جهاز التكوين أكثر نجاعة وملاءمة للمحيط والظروف الراهنة، استجابة للتحديات التي يفرضها التطور السريع في مجالات العلوم والتكنولوجيات. وحمّل قائد الأكاديمية جموع المتخرجين مسئولية الالتزام بالقوانين والنظم والتحلي بروح الانضباط والقيم الوطنية النبيلة خلال فترة ما بعد التخرّج. وبعد أداء القسم وتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الأوائل، مع تسليم سيف الأكاديمية للمتفوق الأول من دفعة التكوين الأساسي، وتسليم واستلام الراية، وافق نائب وزير الدفاع الوطني على طلب تسمية الدفعات المتخرجة باسم المجاهد الراحل «عبد الرزاق بوحارة»، الذي غادر مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية في شعبة الرياضيات ليلتحق بالثورة سنة 1955، ليواصل تكوينه العسكري عقب الاستقلال بكل من سوريا ومصر وفرنسا ويتقلّد عقب ذلك عدّة مناصب عسكرية وسياسية كان أبرزها تولي منصب وزير الصحة خلال الفترة الممتدة ما بين 1979 و1982، ليتم تعيينه في مجلس الأمة سنة 2004 ضمن مجموعة الثلث الرئاسي لعهدة واحدة قبل أن ينتقل إلى جوار ربه في العاشر فيفري 2013 عن عمر يناهز 79 سنة، بحيث تمّ تكريم عائلته من لدن الفريق أحمد ڤائد صالح كعربون وفاء وتقدير لما قدّمه الفقيد من إسهامات وعطاء ثري للجزائر خلال الثورة وما بعد الاستقلال. ولعلّ أهمّ ما جلب الأنظار في حفل تخرّج الدفعات الثلاث، تعاقب عدّة مربعات من الطلبة الضباط بالأكاديمية أمام المنصة الشرفية لتجسيد عدّة تمارين واستعراضات عالية المستوى في رياضات الكونغ فو والكاراتي والقتال المتلاحم، مع السرعة في التركيز والدقة في التقدير، تلتها عدّة مربعات أخرى أجرت بنجاح كبير عدّة تمارين تطبيقية في مختلف أنواع القتال باستعمال السلاح الأبيض وبدونه، بالشكل الذي يبرز مدى تحكّم المكونين في تقنيات القتال بوجود الذخيرة وحين نفادها أيضا. كما أجرت مجموعة عسكرية من الأكاديمية تمرينا تطبيقيا على المباشر، يتعلق بالتصدي لمجموعة إرهابية افتراضية تسللت إلى المنطقة الجنوبية لمدينة شرشال واحتلت أحد المباني هناك، ليتم تجسيد خطة تدخّل عالية الدقة والتركيز باستعمال مختلف الوسائل والتقنيات القتالية لمحاصرة المبنى في مرحلة أولى وتنفيذ الهجوم المرحلي عليه في مرحلة ثانية، بحيث تمّ القضاء على المجرمين مع تحرير المبنى بصفة كلية. كما نفّذت القوات البحرية، قبالة الساحل الشرشالي، تمرينا آخر تمّ تصويره على شاشة عملاقة ويعنى بتحرير طاقم سفينة جزائرية تعرّضت للقرصنة من لدن مجموعة إرهابية طلبت فدية لإطلاق سراح الرهائن، بحيث تمّت محاصرة السفينة والهجوم عليها ليلا باستعمال ثلاث وحدات بحرية، مما أسفر عن تحرير الرهائن والقبض على المجرمين. وأبرزت القوات البحرية، من خلال التمرين، قدرات عالية في إصابة الهدف دون تسجيل خسائر تذكر. لتختتم الاحتفالية بعدّة لوحات استعراضية متناسقة للطلبة الضباط المتخرجين، تضمنت حركات رياضية وقتالية ولوحات أخرى، تبرز مدى تحكم المظليين في القفز من الطائرة والرسو بساحة العلم بالتحديد دون غيرها من المساحات الأخرى، بحيث أبرز هؤلاء تقنيات عالية في أداء مهامهم بالشكل الذي لفت انتباه الحضور، قبل أن ينتقل نائب وزير الدفاع الوطني إلى مركز التدريب والمحاكاة لمتابعة تمرين في المحاكاة يعنى بحماية منشأة اقتصادية وتمرين آخر لقيادة الأركان بقاعة الإعلام الجغرافي بمديرية التعليم العالي بعنوان «اللواء في هجمة مضادة».