البحث عن ثقافة جادة وواعية بتحديات التي تواجهها المنطقة عموما شهدت سهرة الأربعاء الفارط، التي صادفت اليوم الوطني للفنان، توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة جائزة رئيس الجمهورية «علي معاشي» للمبدعين الشباب، في حفل بقصر الثقافة مفدي زكريا، حضره وفد رسمي هام تقدّمه 5 وزراء، إضافة إلى وزراء سابقين وإطارات سامية وجمع من الفنانين. وعرفت هذه الطبعة العاشرة بروز أسماء شابة جديدة وتأكيد أخرى سبق لها المشاركة، فيما حجبت الجائزة الأولى في مجال الفنون السينمائية والسمعية البصرية. افتتح الحفل بمقاطع من خطابات للسيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تطرق فيها إلى الثقافة والشبان الجزائريين، قبل عرض بورتري للشهيد علي معاشي أعده الزميل فرحات جلاب وسبق أن بثه التلفزيون الجزائري. ثم جاء دور وصلة موسيقية مع فرقة جماوي أفريكا التي قابلها الجمهور بالتصفيق والتفاعل، وهي الفرقة التي سبق وأن فازت سنة 2008 بجائزة علي معاشي في صنف الأعمال الغنائية. إثر ذلك ألقى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي كلمة أكد فيها ضرورة «أن نستحضر الفنانين الجزائريين الذين قدموا أرواحهم ليحيا هذا البلد حرا سواء أيام الثورة أو في العشرية الحمراء، وكانوا دائما في الطليعة». وأضاف بأن رئيس الجمهورية «شرّف الثقافة بدسترها مؤخرا، هذا المكسب الكبير يحمّلنا المسؤولية للبحث عن ثقافة جادة وواعية بتحديات التي تواجهها المنطقة عموما». كما وصف هذه الجائزة ب»المدرسة التحفيزية». وأشاد بمكانة المثقفين والمبدعين في الجزائر، بفضل الدعم الكبير لرئيس الجمهورية والحكومة والتشريعات التي سنت لحمايتهم. واستدلّ بتوزيع بطاقة الفنان على أكثر من 4600 فنان جزائري: «وصلنا إلى مستوى لم تبلغه دول متقدمة في رعاية حقوق الفنانين، وتمكينهم من التقاعد حتى لمن تنقصهم السنوات اللازمة لذلك وذلك بتوجيهات من الوزير الأول، وحتى لغير المنتسبين»، وذلك في وقت تضم الساحة الفنية أكثر من 16 ألف فنان. وفي ذات السياق، يمكّن الفنانون المرضى من العلاج، وكرّمت 26 شخصية بوسام الاستحقاق الوطني في 16 أفريل الماضي، قال ميهوبي، الذي أضاف: «المثقف موقعه محترم ومكانه محفوظ لدى مؤسسات الدولة وفي المجتمع». وذكّر ميهوبي بالوضع الصحي الصعب الذي يمرّ الفنان نوبلي فاضل، هذا الأخير ناب عنه شقيقه عماد، ليستلم جائزة تكريمية قدمها له وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.. وقال عماد: «كنا ننتظر هذه المبادرة لسنوات لأننا أردنا أن يرد له الاعتبار وهو على قيد الحياة». أعقب ذلك كلمة رئيس لجنة الجائزة عبد القادر بوعزارة، الذي نقل إعجاب اللجنة بالمستوى العام للمشاركين. فاز بالجائزة الأولى في الرواية الأدبية عبد القادر بوضربة عن روايته «رقصة القمر»، أما الثانية فعادت لجواد رستم تواتي وروايته باللغة الفرنسية «امبراطور اسمه الهوى Un empereur nommé désir»، وكانت الثالثة من نصيب محمد بن زخروفة برواية «رحلة الشقاء». وعادت الجائزة الأولى في الشعر لمحمد بوثران عن مجموعته (العاشق الذي ضيع قلبه مرتين)، وحلّ ثانيا عمر محمد بكير (طلقة وسبع سنابل)، وثالثا طارق ثابت (الرقص فوق الجذور). وفي العمل المسرحي المكتوب فازت بالجائزة الأولى عقيلة مراجي (العجوزة)، وبالثانية صلاح نصار (محاكمة علي بابا)، وبالثالثة اسمهان منور. في الأعمال الموسيقية جاء عبد الكريم فيصل حريق أولا، يليه سليمان بعيطيش ثم عبد الوهاب حسني. أما في الفنون الغنائية والرقص فحلّ أولا خلوفي عمر (الحركة الشاعرية) ثم حنيني عيسى (الروح الحديثة) وبعده مشبك الجوهر (الضياع). وفيما حجبت الجائزة الأولى في الفنون السينمائية والسمعية البصرية، حلّ ثانيا رضوان بلعجلية (جذور) وثالثا عامر الهيثم (الذبيحة). وفي الفنون المسرحية حلّ أولا مصطفى صفراني، وثانيا وليد بوشباح، وثالثة شهرزاد خليفة. أما في صنف الفنون التشكيلية فكانت الجائزة الأولى لحربوش جابر، يليه عامر ياسر، ثم حجاب ذوادي. وقدم الجوائز كل من الوزراء رمطان لعمامرة، عز الدين ميهوبي، الهادي ولد علي، مونية مسلم، الطاهر خاوة، إضافة إلى المستشار بالرئاسة سعد الدين نويوات، والوزراء السابقين لمين بشيشي، زهور ونيسي، عبد القادر خمري ومحي الدين عميمور. واختتم الحفل بعرض للأوركسترا السمفونية الوطنية قدمت فيه عددا من المواهب الشابة الصاعدة في مجال الموسيقى الكلاسيكية. تجدر الإشارة إلى أن بعض الحضور لاحظوا أن بعض الأسماء الفائزة في هذه الطبعة سبق لها الفوز في طبعات سابقة، على غرار عبد القادر بوضربة، طارق ثابت ومصطفى صفراني، خاصة وأن جوهر الجائزة هو اكتشاف مواهب شابة جديدة. لذلك اقتربت «الشعب» من عضو لجنة التحكيم فؤاد ومان، الذي أكد لنا أن هذه المسألة طرحت في مداولات اللجنة، ولكنها في الأخير ارتأت الامتثال لقانون الجائزة الذي يسمح بتكرار المشاركة بعد مرور خمس سنوات عن الفوز بالجائزة. للتذكير فقد أنشئت جائزة رئيس الجمهورية «علي معاشي» للمبدعين الشباب في 2006 بموجب مرسوم رئاسي، وتقدر قيمة الجائزة الأولى في كل صنف ب500 ألف دينار والثانية ب300 ألف دينار والثالثة ب100 ألف دينار. صرّحوا ل»الشعب»: د.محمد ساري: الأسماء الأولى التي أخذت جوائز علي معاشي منذ تأسيسها هي التي تتصدر المشهد الأدبي الآن، وهو دليل على أن الجائزة أسست لجيل جديد من الكتاب والشعراء. عماد شقيق نوبلي فاضل: بارك الله فيكم لسؤالك على صحة فاضل، هو يوم كبير للعائلة لأنه تم فيه رد الاعتبار لأخي، وأطلب من كل من يعرفه أن يدعو له بالشفاء. الفنانون الذين تعاملوا مع فاضل في اتصال دائم معنا ويسألون عنه ويزورونه وهم مشكورون على ذلك. محمد بوثران (الشعر): أكتب التفعيلة ولكن العمودي يفرض نفسه على الشاعر.. ومن فاز رفقتي من الشعراء هم أصدقاء لي، لذا ففرحي بكوني معهم أهم من فرحي بفوزي بالجائزة. رستم جوادي تواتي (الرواية): أنا لا أميز بين هذه اللغة أو تلك ولا أعطي أهمية لمسألة فوزي باللغة الفرنسية بين أعمال بالعربية، فالأهم هو أن يكون العمل الإبداعي حاملا لمبادئ من سمّيت الجائزة باسمه، أي الشهيد علي معاشي. حجاب ذوادي (الفنون التشكيلية): أنا سعيد جدا بفوزي وأحس بالفخر. هدفي الأول الآن هو إنهاء دراستي وإتمام المناقشة ثم سنرى بعد ذلك. مصطفى صفراني (الفنون المسرحية): سعيد جدا بهذه الجائزة، ولكن أبدا لم يكن هدفي حينما اخترت المسرح أن أفوز بالجوائز، بل لأنني أحب الفن الرابع. محمد بن زخروفة (الرواية): كانت فرحة كبيرة أن تلقيت الجائزة من يد وزير الثقافة بحضور العديد من الفنانين، وكان لي شرف لقاء كثير من المبدعين الشباب بهذه المناسبة.