عقدت المصالح الولائية ببجاية، أمس، اجتماعا بهدف ضبط برنامج الاحتفالات بمؤتمر الصومام المصادف ل20 أوت 1956، والتي سيحضرها وزير المجاهدين الطيب زيتوني بمنطقة «إفري». لهذا الأمر سطر برنامج يضم ندوات فكرية، حول مؤتمر الصومام والولاية الثالثة التاريخية، نشاطات ثقافية، ورياضية، ومهرجان الأنشودة الأمازيغية، ودورة دولية لكرة اليد بمدينة أوزلاقن. هذا ما عاينته «الشعب» بالمنطقة. يمثل مؤتمر الصومام منعرجاً حاسماً في مسار الثورة التحررية، ومن أهم المحطات في تاريخ الجزائر التي نقف عندها، عرفانا لما صنعه أبناء الوطن الحبيب من تضحيات جسام، تبقى راسخة في الأذهان، وتكون الاحتفالات الرسمية بالقرية الهادئة «إفري» فرصة لاسترجاع الأحداث التاريخية، خاصة اجتماع قادة الثورة التحريرية المظفرة للتخطيط ولمّ شمل الثورة التي انطلقت في الفاتح نوفمبر 1954، وانبثاق أرضية مؤتمر الصومام الذي يعتبر مشروعا ضخما نظم الثورة عسكريا وسياسيا، وكان منهاجا عمليا لاستقلال الوطن وميلاد الجمهورية الجزائرية. يقع متحف «إفري» بقرية صغيرة ذات طابع عمراني قبائلي، وهو مزار مقدّس ورمز بالنسبة لسكان المنطقة وللجزائر ككل، تمّ افتتاحه سنة 1984 من طرف الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، تخليدا للذاكرة الوطنية ويمثل المتحف عنوانا لتاريخ الجزائر الحديث، ورمزا من الرموز المخلدة لثورة نوفمبر المجيدة. عندما نذكر «إيفري» نتذكّر مباشرة مؤتمر الصومام 20 أوت 1956، هذا المكان الذي احتضن اجتماع رجال أكفّاء مشبّعين بالروح الوطنية، اتفقوا على مبدأ واحد وكلمة فاصلة: تنظيم الثورة المظفّرة، وإرساء أسس جزائر ما بعد الاستقلال. اختيار هذا المكان لعقد هذا المؤتمر الوطني، الذي ضمّ أبرز قادة الثورة، وفي توقيت جدّ حساس، لم يكن صدفة، إنما ينبع من الثقة التي وضعها هؤلاء الرجال، في سكان المنطقة المعروفين بنخوتهم واعتزازهم بوطنيتهم. لهذا فإنّ سكان «ايفري» مازالوا يعتزون ويفتخرون بمنطقتهم، وبالثقة التي مُنحت لهم ولم يخيّبوا، بل بالعكس فقد عملوا المستحيل من أجل ضمان سلامة قادة الثورة، ونجاح المؤتمر الذي تكلّل بميلاد ميثاق الصومام المشهور. بوابة المتحف مدخل ينفتح على فناء كبير مبلّط، وحوله تنتصب تلك النّصب التذكارية وكأنّها جالسة على عروشها، وجدرانه مزينة بمنحوتات غاية في الإبداع، كما يمكن لزائر المكان رؤية تلك الأسلحة الجميلة الني تعود بمخيلته إلى زمن الحروب. كما يحتوي الفناء على سلم واسع يؤدي إلى منصة كبيرة محاطة بالرخام، حيث غنّت لأول مرة يوم افتتاح المتحف عام 1984 المطربة الراحلة وردة الجزائرية، وفي أعلى الفناء وبين أشجار التين وكرمة كبيرة من العنب، يمكن لزائر المكان رؤية ذلك المنزل القديم ذي الطراز القبائلي الأصيل، وهو يفتح أبوابه للزّوار بصدر رحب. وبين ثنايا المنزل تنبعث رائحة البطولات التي ترسلها تلك الصور واللوحات الخالدة، التي ترمز لأبطال الثورة التحريرية وكأن خيالاتهم تعود بنا إلى زمن عبان رمضان، لخضر بن طوبال والقائد قاسي وصديقه، وهم في يدردشون بأصوات خافتة حول نار هادئة في إحدى زوايا المنزل، وأنت تشاهد تلك المنحوتات وكأنّك تسمع صدى أصواتهم ينبعث من جدران ذلك المنزل، الذي هو عبارة عن متحف تاريخي يضم العديد من اللوحات والصّور التي تبرز أهمّ مراحل الثورة المجيدة. إلى جانب ذلك يحتوي المنزل على مقالات صحفية، برقيات ومراسلات رسمية، أسلحة وبنادق قديمة، الزي العسكري للمجاهدين والشهداء وحتى للجنود الفرنسيين إلى جانب خوذاتهم، كما يضم المتحف أيضا أجنحة لطائرة الهليكوبتر يتمّ عرضها للزوّار بكل فخر واعتزاز. .. وتوقيف مقترفي جريمة القتل العمدي بصدوق تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية التابعة لأمن دائرة صدوق، أول أمس، من إيقاف مقترفي جريمة قتل، ويتعلق الأمر بكل من المدعو (إ.م)، 28 سنة، مقيم بمدينة أقبو، والمدعو (ح.ح) 32 سنة، مقيم بمدينة صدوق، والتي راح ضحيتها المرحوم (ت.ح) 23 سنة، مقيم بمدينة صدوق ببجاية. تم إخطار عناصر أمن الدائرة، إثر نداء من طرف المؤسسة الاستشفائية بصدوق، مفادها استقبالهم لشخص متوفى من جنس ذكر، وبعد التأكد من المعلومة واتخاذ جميع الإجراءات الأولية، تم فتح تحقيق معمق في القضية، من خلال استغلال مختلف المعطيات المتواجدة ضمن مسرح الجريمة، بالقرب من مركز التكوين المهني بصدوق، مع إقحام جميع قوات أمن الدائرة في عملية البحث عن الأشخاص المتورطين في الجريمة. ومن خلال التحريات والأبحاث المكثفة التي قامت بها الضبطية القضائية، تمكنت من إيقاف الفاعلين، في حدود الساعة الثالثة صباحا بعد عملية تمشيط واسعة بالمكان المسمى غابة الميزاب، ليتم تحويل المشتبه فيهما لمقر أمن الدائرة، وأفضت التحريات إلى أن المدعو (إ.م)، أنه هو من قام بتوجيه عدة طعنات للضحية بواسطة سكين، على خلفية خلاف وقع بينهما، حول مبلغ بيع هاتف نقال، علما أن أداة الجريمة المتمثلة في سكين تم استرجاعها ملطخة بالدماء، بعد عملية تمشيط وبحث، بالقرب من ساحة مقهى ملوى والتي كانت مخبئة بإحكام.