حذرت الأممالمتحدة من تقليص عمليات الإغاثة التي تقدمها المنظمة الدولية للنازحين من وادي سوات في باكستان بسبب عدم كفاية المساعدات المقدمة حتى الآن والمخصصة لأكثر من مليوني شخص تركوا منازلهم. وقال مراسل الجزيرة في باكستان إن ما قدمه المجتمع الدولي من مساعدات لا يمثل سوى خمس احتياجات لاجئي وادي سوات، ووصف أوضاعهم بأنها سيئة للغاية. وتقول منظمات الإغاثة الدولية: إن ما تتوفر عليه من إمدادات قد ينفذ في غضون أسابيع، وتوقعت أن ينزح نحو 20 ألف شخص آخر من وادي سوات. وقد حذر برنامج الغذاء العالمي من أن مخزونه من الغذاء للمشردين في باكستان آخذ في النفاذ ما لم يتلق مزيدا من التمويل والمعونات في الأيام المقبلة. وكان أكثر من مسؤول أممي جددوا الدعوات للمجتمع الدولي من أجل تقديم المساعدات لنازحي سوات، دون أن يحصل تجاوب مع تلك المطالب التي بدأت تتعالى منذ بدء القتال في المنطقة وما رافقه من موجات نزوح جماعي. وكان الجانب الإنساني للأزمة موضوع المشاورات التي أجراها المبعوث الأمريكي إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك في إسلام آباد مع عدد من المسؤولين الباكستانيين. كما زار هولبروك أحد مخيمات اللاجئين، وكشف أن إدارة الرئيس باراك أوباما طلبت من الكونغرس تخصيص مساعدات إضافية لباكستان بقيمة مائتي مليون دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية لنازحي وادي سوات والمناطق المجاورة. وتتحرك عدة منظمات دولية بينها صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي لتقديم المساعدات لنازحي سوات، لكن قلة الدعم الدولي حالت دون تلبية كافة احتياجات اللاجئين. ويرجع عدم قدرة تلك المنظمات على التعاطي مع الأزمة إلى كون نازحي وادي سوات فروا في عشرات الاتجاهات، ما عقد مهمة تجميعهم في مراكز أو مخيمات جماعية لتقديم المساعدات لهم. كما أن اندلاع تلك الأزمة بشكل فجائي ونزوح عشرات الآلاف دفعة واحدة جعل منظمات الإغاثة الدولية تقف عاجزة عن الاستجابة لحاجيات النازحين الجدد بعد أن كان عملها مركزا في السابق عن النازحين الأفغان إلى الأراضي الباكستانية. وإلى جانب المنظمات الدولية تنشط على الميدان الهيئات والمنظمات الأهلية الباكستانية التي بدت أكثر فعالية في التعاطي مع الأزمة، بحكم معرفة العاملين فيها بخريطة المنطقة وتوزيع سكانها. ومما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية هو منع مئات اللاجئين الباكستانيين من العودة إلى منازلهم في وادي سوات رغم إعلان الجيش حسم عملياته العسكرية الرئيسية التي يشنها ضد مسلحي طالبان باكستان. في غضون ذلك لا تلوح في الأفق بوادر حل للأزمة، حيث يتواصل النزوح بعد أن بدأ المواطنون في وادي سوات إخلاء منازلهم والخروج من مناطقهم بناء على أوامر من الجيش الباكستاني. وكانت المروحيات العسكرية الباكستانية قد ألقت مساء الخميس منشورات أكدت فيها أنها ستخفف القيود على حظر التجول المفروض في منطقتي كابلا وماتا في وادي سوات، لإعطاء فرصة للمقيمين لإخلاء منازلهم. ووفقا لمصدر عسكري باكستاني فإن الحكومة ستوفر حافلات لنقل المقيمين من مناطق سكناهم إلى المخيمات التي أقامتها الحكومة واستقطبت خلال ستة أسابيع من النزاع بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان باكستان نحو مليوني لاجئ فروا من النزاع. ونصح الجيش الباكستاني المقيمين في ست قرى أيضا تبعد كيلومترات قليلة عن بلدة مينغورا -التي استعادتها القوات الباكستانية الأسبوع الماضي من حركة طالبان- بإخلاء مناطق سكناهم، مؤكدا أن مسلحي طالبان الذين فروا من مينغورا لجأوا للاختباء بهذه القرى.