قال مسؤول حكومي كبير إن باكستان تتوقع انتهاء عمليتها العسكرية في سوات في غضون يومين أو ثلاثة، في حين أعلن الجيش الباكستاني سيطرته على كبرى مدن الإقليم مدينة مينغورا في وقت سابق، وأكد مقتل المئات من مسلحي حركة طالبان باكستان. ووفقا لوزير الدولة الباكستاني للشؤون الدفاعية سيد آثار علي -أثناء اجتماع للأمن في سنغافورة- فإنه "لم يتبق إلا ما بين خمسة وعشرة في المائة من المهمة فقط، ونأمل أن يتم تطهير جيوب المقاومة في غضون يومين أو ثلاثة". وجاءت تصريحاته بعد أن أعلن الجيش أول أمس أن قواته استعادت السيطرة الكاملة على مينغورا بعد أسبوع من محاولات السيطرة عليها وأخذها من يد مقاتلي طالبان باكستان. كما تأتي بعد تصريحات للمتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء أطهر عباس قال فيها إن أكثر من ألف ومائتين ممن وصفهم بالإرهابيين قتلوا في المعارك العنيفة المندلعة منذ نحو شهر في سوات مقابل مقتل 81 عسكريا. وأضاف المتحدث أن الجيش سيطر على مدينة مينغورا وأنه يبحث فيها عن مقاتلي طالبان. وقال عباس إن قوات الأمن قامت بتأمين منطقة تمتد لمسافة سبعين كلم شمال المدينة التي تضم بلدة بحرين. كما أشار إلى أن فرقا طبية وإمدادات غذاء بدأت تصل إلى المدينة التي أصبحت معزولة منذ بدء العمليات العسكرية, وأكد أن الأمر سيتطلب أسبوعين على الأقل لاستعادة الحياة بالمدينة. من جهته قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أثناء لقائه وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإسلام آباد إن حركة طالبان "لا تزال تستخدم الأبرياء دروعا بشرية" بوادي سوات. وفي موضوع آخر، نقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن مصادر عسكرية أن زعيم حركة طالبان حث قائده الميداني على زيادة القتال في مناطق أخرى بباكستان. وقالت المصادر إن زعيم طالبان باكستان بيت الله محسود دعا القائد الميداني للحركة مظلوم يار في مكالمة هاتفية إلى زيادة العمليات العسكرية في كل من لاهور وإسلام آباد وراولبندي ومولتان. ولم يتسن للجزيرة التأكد من تلك التصريحات من مصادر من طالبان أو مصادر مستقلة. وعلى صعيد جهوده في حسم المعركة نهائيا، أنذر الجيش سكان مدينة جهار باغ في وادي سوات بضرورة إخلائها. وألزم الجيش سكان البلدة الواقعة شمالي غربي باكستان بمغادرة المنطقة استعدادا لهجوم محتمل على المسلحين هناك، ووزع منشورات ألقتها مروحيات عسكرية طالبت القرويين بمغادرة البلدة "تجنبا للأضرار الجانبية". وعلى صعيد متصل حذرت منظمة الأممالمتحدة من أزمة إنسانية جراء نزوح 1.7 مليون شخص من المناطق في الحملة الأخيرة بوادي سوات، إضافة إلى 555 ألفا من قبل، ودعت في بيان إلى تقديم مساعدة عاجلة قيمتها 543 مليون دولار للنازحين.