يعتبر حي «الدويرات» العتيق بالبليدة الذي يعود تاريخه لبدايات العهد العثماني بالجزائر في القرن ال16 من أبرز المعالم التراثية ل»مدينة الورود»، إلا أنّه لا يزال في انتظار الحماية القانونية التي ستجعله في منأى عن الضياع والإندثار، الزائر لهذا الحي العثماني الذي يسميه البليديون «حي أولاد السلطان» وأحيانا «قصبة البليدة» سيتعجب للإهمال الكبير الذي مسّ شكله الخارجي وأزقته ومبانيه القديمة التي ما زالت تنتظر الحماية علها تحفظها من الإندثار وتعيد تألقها الذي يحمل بين جنباته جزءا كبيرا من ذاكرة البليدة. وتقدم «الدويرات» نفسها كأبرز سمات الموروث الثقافي ل»عاصمة المتيجة» حيث تعرف خصوصا بعمرانها الذي يذكر الزائرين بقصبة الجزائر وإن كانت تتميز عنها بأسطحها القرميدية وبأبواب بيوتها الضيقة والمقوسة وكذا بفناءها المعروفمحليا ب»وسط الدار» والتي يزينها عادة «فوارات» (نافورات ماء) وأشجار الليمون وكذا أزهار الياسمين. ولعلّ من خصوصيات هذالفناء أيضا تزيينه بمختلف النباتات على غرار «الدالية» يأشجار الكروم والورود و»محابس» النباتات التزيينية كالحبق والقرنفل، بالإضافة لنبتة «الفيجلة» التي تبعد العين الحسود في اعتقاد سكان المكان، و»الدويرات» بمثابة تجمعات سكانية ذات هندسة داخلية «مورسكية» في العموم ومبنية في أغلبها ب»الطابية» (نوع من التراب) تتميز غرفها باستطالة شكلها وطولها الذي يفوق عادة الستة أمتار في حين أن عرضها لا يتجاوز الثلاثة أمتار، كما أنها تسمى غالبا وفقا لاتجاهاتها الجغرافية فهناك «الشرقية» و»الغربية» وهناك أيضا «القبلية» (باتجاه الجنوب) و»البحرية» (باتجاه الشمال. ومن أهم معالم «الدويرات» أيضا «قصر» الملك «بيهنزن كوندو» وهو الملك الحادي عشر لداهومي (البنين حاليا) والذي تواجد بالمكان من 1894 وإلى غاية وفاته في 1906 بعد أن نفته الإدارة الإستعمارية الفرنسية إلى الجزائر.