تواصل الجزائر مساعيها الدبلوماسية من أجل الحفاظ على اتفاق السلم والمصالحة في مالي، فبعدما قادت في السابق الوساطة الدولية التي أفضت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق الهام والتاريخي، الذي أقل ما يقال عنه أنه خارطة طريق سمحت بعودة الأمن والطمأنينة إلى هذا البلد، الذي خرج بأعجوبة من أزمة سياسية وعسكرية حادة، كادت أن تأتي على وجوده، خاصة بعد أن سقط جزء منه بين أيادي الجماعات الإرهابية التي استولت اعتبارا من سنة 2012 على مناطق الشمال، هاهي الجزائر - التي ترأس لجنة متابعة تطبيق بنود الاتفاق - تعمل من أجل الحفاظ على هذا الاستحقاق، وذلك بالتشاور والتعاون مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لضمان التطبيق الحسن لهذا الاتفاق بما يحقق الأهداف المرجوة من ورائه. في هذا الصدد، استقبل أمس وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، بمقر وزارة الخارجية رئيس البعثة الأممية إلى مالي، السيد محمت صالح النظيف، حيث جمعتهما محادثات مطولة مع وزير الخارجية التشادي الأسبق، الذي يشغل حاليا منصب المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى مالي منذ جانفي 2016 خلفا للتونسي المنجي الحامدي. هذا وأشاد محمت صالح النظيف، بعد نهاية المحادثات مع الوزير لعمامرة، بالدور الذي لعبته الجزائر ولا تزال من أجل إعادة الاستقرار والأمن إلى مالي، مؤكدا أن الجزائر انخرطت في هذا المسار بمجرد بداية الأزمة في هذا البلد، وأضاف أن المحادثات التي جمعته بوزير خارجيتنا رمطان لعمامرة، تمحورت حول بحث سبل العمل والتعاون بين الجزائر والأمم المتحدة من أجل إحراز المزيد من التقدم في هذا الملف، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه استفاد كثيرا من نصائح ورؤى لعمامرة خلال المحادثات التي جمعتهما حول هذا الملف، قبل أن تتوسع تلك إلى أعضاء الوفدين. وعن مكافحة الإرهاب والتطرف، قال رئيس بعثة «مينوسما» أن هذه النقاط شكلت أحد المحاور الرئيسية في هذه المحادثات خاصة أضاف محمت النظيف - أن الجزائر تعتبر فاعلا رئيسيا في مكافحة الإرهاب والتطرف في منطقة الساحل، لما تمتلكه من خبرة وتراكمات في هذا المجال. للتذكير البعثة الأممية المدمجة من أجل السلام في مالي المعروفة اختصارا ب»مينوسما»، والتي يصل تعدادها البشري إلى 14000 فرد، تعرضت إلى الكثير من الهجمات الإرهابية في محاولة يائسة لنسف اتفاق السلم والمصالحة في مالي.