ما تزال حادثة وفاة رضيعتين، عقب تلقيهما لقاح «بانتافالو» في عيادة البرتقال بالرويبة، تثير مخاوف الأولياء، رغم إعلان وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف عن إجراءات وقائية، من خلال تغيير اللقاح مع فتح تحقيق في حادثة الوفاة، إلا أن الكثير من الأولياء فضلوا عدم المغامرة بصحة أطفالهم من خلال تأجيل موعد التلقيح، خشية من أن تكون له مضاعفات خطيرة مستقبلا. « الشعب» تابعت هذه الوضعية. تشهد مصالح العيادات المتعددة الخدمات بالعاصمة إقبالا كبيرا من قبل الأولياء الذين يجلبون أطفالهم الرضع للتلقيح، لاسيما منهم الذين فضلوا تأجيل موعد التلقيح الخاص بأبنائهم بسبب تزامن وفاة الطفلين مع فترة التلقيح إلى غاية تبين حقيقة الوضع مؤكدين أن آثار هذه الحادثة الأليمة لا تزال تصنع لديهم الكثير من المخاوف والشكوك. سجلنا هذه المخاوف لدى الاولياء بالرغم من تأكيد وزير الصحة عبد المالك بوضياف ان وفاة الرضيعين بعيادة الرويبة لم يكن بسبب عدم سلامة التلقيح. «الشعب» تقربت من الأولياء ببعض المؤسسات الصحية الجوارية بالعاصمة الذين وجدناهم حاملين أطفالهم الرضع وينتظرون أدوارهم للقيام بالتلقيح إلا أن ملامح الخوف والتردد مرسومة على وجوههم، متسائلين عن مدى سلامة وأمن هذه اللقاحات والآثار الجانبية التي قد يتسبب فيها التلقيح بعد ساعات أو أيام قليلة. أكدت بعض الأمهات في تصريح ل «الشعب» أن حادثة وفاة الرضيعين اللذين يبلغان شهرين من العمر بعيادة خاصة بالرويبة جعلتهم يفكرون في تأجيل موعد التلقيح إلى غاية الكشف عن الأسباب الحقيقية، موضحين أن الصدمة كانت كبيرة على الأولياء وإلى حد الآن لا يزالون يشعرون بخوف كبير في كل فترة تلقي،ح لاسيما بسبب ظهور بعض الأعراض لدى الطفل كارتفاع درجة الحرارة أو طفح جلدي والذي يصاحبهما بكاء شديد. في ذات السياق، طمأن الأطباء الذين يتوّلون عملية التلقيح على مستوى العيادات أولياء الأطفال بعدم الشعور بالخوف في حال ظهور بعض الأعراض لدى الطفل بعد ساعات أو أيام من القيام بالتلقيح كالحمي واحمرار الجسم والانتفاخ معتبرينها في أغلب الحالات علامات طبيعية لا تشكل أي خطورة على صحة الطفل الرضيع. وما آثار استغراب الأولياء أن وفاة الرضيعين تزامن مع يوم تلقيهما للقاح «بانتافالو» ، وهو ما جعل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تتسارع في توجيه تعليمة إلى مديري الصحة بالولايات بضرورة تغيير اللقاح للسهر على سلامة الأطفال من حالات مشابهة رغم تأكيدها أن حادثة الوفاة لا تتعلق بنوع اللقاحات وإنما تزامنت مع العملية فقط. أجمع المختصون في طب الأطفال أن «البنتافالو» هو لقاح يعطى للأطفال لحمايتهم من 5 أمراض معدية خطيرة وهي السعال الديكي والديفتيريا، شلل الأطفال والكزاز أو «التيتانوس»و التهاب الكبد الفيروسي، موضحين أن اللقاح المستعمل في الجزائر مؤهل من طرف منظمة الصحة العالمية. خلال الجولة الاستطلاعية إلى مركز الصحة الجوارية لحماية الطفولة والأمومة بعين البنيان، لاحظنا أن عملية التلقيح تجري في ظروف ملائمة بعيدا عن الفوضى التي كانت تحدث في وقت سابق. من جهتها، أكدت إحدى الأمهات أن الطبيب الذي يتولى عملية التلقيح بالعيادة يقوم بتشخيص الرضيع بشكل جيد من خلال قياس درجة الحرارة وفحص كامل جسمه، قبل القيام بالتلقيح، لتفادي حدوث مضاعفات خطيرة قد تتزامن مع عملية التطعيم، موضحة أن التكفل بالطفل في الوقت الراهن يتم في أحسن الظروف لاسيما بعد حادثة وفاة الطفلين. من جهة أخرى، تسعى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية من خلال قرار سحب علبة التلقيح المستعملة واتخاذ الاحتياطات الضرورية لحماية حياة المواطن والتي تدخل في إطار القوانين المعمول بها دوليا.