لا شك أن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ عاش قصص الحب، ولو لا ذلك ما عاشت له أغنية صادقة حتى الآن، لأنه عندما يشعر بالحب يغني بصدق، ولذلك مازالت أعماله الفنية حيّة في قلوب الناس. لا يسمح هذا الحيّز بالحديث عن التجارب العاطفية في حياة هذا الفنان، ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) يروي الكاتب الكبير الراحل ''مصطفى أمين'' في كتابه »شخصيات لا تنسى« قائلا: ذهبت لأُتابع حفل عبد الحليم حافظ في سينما ''ريفولي''، وجلست في الصف الثالث، وتصادف أن جلست بجانب فتاة رائعة الجمال، عينان واسعتان جذابتان، وفمها رقيق وشفتاها غليظتان وقوامها فتان، وكانت تجلس بجوارها بعض قريباتها، وبدأ عبد الحليم يغني أغنية ''بتلوموني ليه''.. ويضيف: فهمت أن أغنية بتلوموني ليه، موجهة في كل كلمة إلى هذه الفتاة التي لم أكن أعرف اسمها. 2) روى عبد الحليم حافظ لإحدى المعجبات كلمات مرس جميل عزيز ''من غير ليه'' سألته المعجبة: ليه كل الأسى يا حليم؟ وبكت، فسألها عبد الحليم حافظ: لماذا تبكين؟ فردّت بتأثر شديد: أنا خايفة من رحلة العلاج هذه المرة، فأجابها: بعد أن انتهي من حكاية النزيف سوف أعلن قصة حبنا، وبعد ذلك سوف تصبح كل الأشياء التي تخافين منها وهمًا، لأن قصة حبنا سوف ترى النور. وسافر عبد الحليم، لكنه عاد مكسور الوجدان، وعرف بعد رحيل العمر أنه كان يطارد طيف دخان. 3) سمع عبد الحليم حافظ صوتا يشدو بأغنية إسمهان ''ليالي الأنس''، وظل واقفا ومتسمّرا خلف الباب الذي ينبعث منه الصوت، وعندما انتهت الفتاة من وصلتها الغنائية صفق لها بحرارة شديدة، وتعرف عليها، ووصفها في مذكراته الخاصة بأنها شابة جميلة وجذابة وحضورها مؤكد ولو لم تنطق بكلمة. فتح عبد الحليم حوارا مع تلك الفتاة وعرف أنها تحلم بالغناء، و تريد أن تتعلم الموسيقى، فقال لها: اعتمدي على اللّه وعلي في هذا الموضوع، فأجابته: يجب ألا نستمر في الحديث فقد بدأت العيون تتربص بنا، وتحدث مع أحد أقاربها مؤكدا أنه مستعد أن يقدمها إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب أو السيدة أم كلثوم، ولكنه ردّ عليه قائلا: نشكرك على اهتمامك بالموضوع، لكن موضوع الغناء في الحفلات العامة مرفوض عندنا تماما.