يشكل قطاع النقل بمختلف أنواعه أهمية كبيرة ، لأي دولة لاسيما إذا كان يسري بتشريع منظم لحركة المرور، ويقلل من اكتظاظ الطرقات، و بالتالي التقليص من حوادث المرور التي باتت ظاهرة متكررة تشهدها بعض البلدان وبشكل خاص الجزائر، والتي كلفت خزينة الدولة مبالغ باهظة، وتجدر الإشارة هنا إلى انه ينبغي أن يرافق كل ذلك تهيئة الطرقات جيدا كي لا يتسبب ذلك في إتلاف المركبات ( السيارات) وبالتالي التسبب في حوادث المرور ، وفي هذا الإطار عكفت الدولة الجزائرية ممثلة في وزارة الأشغال العمومية على إصلاح و تهيئة الطرقات عبر القضاء على النقاط السوداء المعيقة لحركة المرور بنسبة 90 بالمائة وكذا إرساء ما يقارب 5 آلاف ورشة انجاز الطرقات عبر الوطن ، بما فيها مشروع الطريق السيار شرق /غرب الذي تقدمت نسبة الأشغال به بنسبة كبيرة . وبالموازاة مع ذلك أطلقت وزارة النقل عدة مشاريع كبرى منها مشروع مترو الجزائر الذي سينطلق استخدامه في سبتمبر المقبل، حيث سيسمح للمواطن بركوب وسيلة نقل ذات رفاهية وسرعة، لاسيما و أن المواطن يشتكي كثيرا من توقف حركة المرور لساعات طويلة بسبب ازدحام السيارات و الحافلات ، وبهذه الوسيلة العصرية سيقضي على هذا المشكل و يتنفس المواطن الصعداء، زيادة على ذلك فقد تدعم فرع السكك الحديدية بوسيلة نقل جديدة تمثلت في الترامواي الذي تقدمت الأشغال به . وفي هذا الصدد ،فقد استلمت أول أمس مؤسسة ميترو الجزائر المجموعة أل 14 من عربات الميترو والقادمة من برشلونة باسبانيا ، وتتكون هذه المجموعة من ست عربات بطاقة إجمالية تقدر ب 1200 مسافر للعربة الواحدة ، ليتم نقلها إلى موقع الصيانة التابع لمؤسسة ميترو الجزائر بباش جراح. وللتذكير فإن مشروع ميترو الجزائر تقرر انجازه في الثمانينات ،إلا أن تطبيقه جمد تماما بسبب نقص الموارد المالية لينطلق مجددا بفضل برامج الاستثمار العمومية التي باشرتها السلطات العمومية في إطار مخطط دعم الإنعاش الاقتصادي (2000 / 2005 )، وكذا المخطط التكميلي للنمو للفترة (2005 / 2009) . وأوضح نائب المدير العام لمؤسسة ميترو الجزائر السيد الطيب زنداوي بأن عملية اقتناء هذه المجموعات ال14 من العربات المنجزة من قبل المصنع الاسباني المتخصص في معدات السكك الحديدية ''كاف'' ، والذي سلم أول دفعة له في نهاية سبتمبر 2008 تهدف إلى تزويد أول خط لميترو الجزائر الرابط بين البريد المركزي و حي البدر .مضيفا بأنه بعد وصول مجموع العربات إلى موقع الصيانة بباش جراح سيتم إجراء عمليات تجارب تقنية عليها مثل التي تم القيام بها على مجموع العربات ال13 الأخرى والتي بلغت تكلفتها حوالي 8 ملايين اورو لكل منها أي أكثر من 800 مليون دج ، وأشار زنداوي إلى أن الشروع في عملية الاستغلال التجاري لميترو الجزائر مرتقبة قبل نهاية السنة الجارية وبالنسبة لعمليات التوسعة التي برمجتها مؤسسة ميترو الجزائر ، أكد ذات المتحدث بأن الأشغال المتعلقة بخط حي البدر الحراش قد تم الشروع فيها من قبل مجمع فرنسي ألماني ايطالي، علما بأن هذا المجمع يعمل في الوقت الحالي على انجاز جسر يبلغ طوله 250 متر يمر على نفق واد اوشايح نحو الحراش، وفي هذا السياق دائما ، فقد فاز مجمع جزائري /برتغالي /برازيلي بالصفقة المتعلقة بالتمديد الثاني الذي يربط البريد المركزي باتجاه ساحة الشهداء، ومن المقرر أن يربط ميترو العاصمة الذي يبلغ طوله الأولي 5,9 كلم عبر عشرة محطات بلديات باش جراح و المغارية و حسين داي وسيدي محمد والجزائر الوسطى . وللتذكير فإن تكلفة انجاز الخط الأول للميترو حسب ما أكده مؤخرا وزير النقل السيد عمار تو بلغت 90 مليار دج، حيث سيتم تمويل أشغال التمديد في إطار البرنامج الخماسي المقبل للفترة 2010 / 2014 ، وللإشارة فإن الطلب المتوسط المتوقع للنقل عبر الميترو في ساعات الازدحام يوازي 21 ألف مسافر في الساعة باتجاه ساحة الشهداء حي البدر قبل أن يبلغ ذلك 40 ألف مسافر في الساعة ، ومن المنتظر أن تبلغ الحركة في النهاية 150 مسافر سنويا حسب ما أفادت به مؤسسة ميترو الجزائر .