بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، برقية تعزية إلى أسرة المجاهد علي عبد السلام، أبرز فيها مقاومته في ساحة الحرب واجتهاده في معركة تنمية الوطن. قال رئيس الجمهورية في برقية التعزية: «شاء المولى العلي القدير أن يرحل اليوم الأخ المجاهد علي عبد السلام عن دنيانا، وينتقل إلى جواره ليشمله برحمته وعفوه، بعد أن أدى واجبه المسطر له في الحياة، خاصة الواجب الوطني المقدس، إذ التحق بثورة التحرير المظفرة على غرار أخيه المناضل الكبير والمجاهد السيد بلعيد أطال الله في عمره، ومتعه بالصحة والعافية». وذكر رئيس الجمهورية بأن الراحل قد كان «ذا وفاء وإخلاص للجزائر، وجدية في العمل، قاوم في ساحة الحرب، وجد واجتهد في معركة تنمية الوطن وترقيته دأب معظم أبناء جيل نوفمبر الذين رضعوا لبان الوطنية الصافي، فلم يستكينوا للسهل من الأمور، ولم يلينوا لقهر المحتل، ولا هم وهنوا في مجابهة ويلات وأهوال الحرب، بل نفروا لها خفافا، وهم في ربيع أعمارهم للذود عن حمى وطنهم، فكان لهم ما أرادوا نصر من الله مبين وفوز عظيم». وتابع الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية قائلا: «لقد أدى الفقيد المهام التي كلف بها قبل الاستقلال وبعده بكفاءة وقوة إرادة، وقليل هم الذين اتسموا بالصفتين، فاقتحموا الصعاب في المجالين العسكري والمدني، فنجحوا وبينوا للأجيال بأن لا مستحيل في خدمة الأوطان، وأن التضحية في سبيل تحريرها ورقيها تأتي بالمعجزات، وظل ينشط إلى أن وافاه الأجل المحتوم». وقال الرئيس في الأخير أنه «أمام قضاء الله وقدره لا أملك إلا التضرع للقدير الرحيم داعيا إياه أن يتغمده برحمته، ويهيئ له مقاما عاليا في جنته، وينزله منزلا مباركا بين الأبرار والصديقين من عباده وحسن أولئك رفيقا، كما أسأله أن ينزل الصبر والسلوان في قلوب أسرته الكريمة وذويه البررة، ورفاق دربه ممن عرفوه وأحبوه، وأعرب لهم جميعا عن عزائي الأخوي ومواساتي الصادقة مؤكدا لهم وقوفي إلى جانبهم في هذه المحنة العصيبة». وختم رئيس الجمهورية برقيته بالآية القرآنية «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».