حملت هزيمة المنتخب الوطني بنيجيريا في إطار تصفيات كأس العالم 2018 العديد من التحاليل والتأسف الكبير لدى الرأي العام الرياضي الجزائري من خلال تضاؤل حظوظ «الخضر» للمشاركة للمرة الخامسة في أكبر محفل كروي عالمي والثالثة على التوالي. فبالرغم من أن المشرفين على المنتخب يرددون أن حسابيا كل شيء ممكن، وأن كرة القدم ليست علوم دقيقة، إلا أن الخطة المقبلة بالنسبة ل «الخضر» سوف ترتكز على التحضير الجيد لكأس إفريقيا 2017 التي لا يفصلنا عنها سوى شهرين، مما يستدعي وضع كل الأليات التي تسمح لنا، ومن غير العادة منذ عدة دورات وضع التتويج باللقب كهدف أساسي لمحو خيبة بداية المسار المتواضع لزملاء براهيمي في إقصائيات المونديال. فرئيس الفاف محمد روراوة أعلنها هذه المرة صراحة أن التركيز سيكون على «كان 2017»، كما أن بعض الأخبار القريبة من الخضر تؤكد أن المعني يكون قد تحدث مع اللاعبين وحثهم على العودة باللقب من الغابون .. ويكون هذا الإجراء أو التصويب منطقيا إلى درجة كبيرة كون الفريق الجزائري صنف من طرف العديد من المتتبعين كأحسن منتخب في إفريقيا. الفوز على المنتخبات الكبيرة أصبح ضرورة ... والتأكيد على هذا التصنيف يكون بجلب اللقب القاري، بعد أن كان الهدف الأولي هو التأهل إلى كأس العالم والوصول إلى نصف نهائي المنافسة القارية . والأمر الذي سوف يتم وضعه في مقدمة «الأشغال» هو ضرورة استعادة التوازن في التشكيلة وتعويض الوقت الضائع بعد فترة تغيير المدربين، وبمجيء الناخب الوطني الجديد ليكنس الذي بخبرته سوف يضع العديد من الأمور التي ستخدم «الخضر»، ولعل الأشياء الأولى التي سيعمل عليها تخص إعطاء الفرصة للاعبين أخرين في بعض المناصب على غرار إيجاد الحل بالنسبة للدفاع الذي بقي الهاجس الأول الفريق الوطني منذ عدة سنوات. وليكنس الذي كان لاعبا مميّزا في الدفاع خلال مسيرته الكروية سوف يركز على هذا الجانب، حتى أن بعض المصادر تؤكد إمكانية عودة بلكالام بعد أن استأنف المنافسة وإعطاء الفرصة للاعب محلي في الجهة اليمنى للدفاع، خاصة وأن إدخال زيتي في مباراة نيجيريا لم يكن مخيبا. كما أن منصب حارس المرمى خرج عن المنافسة بوجود مبولحي كأساسي مهما كانت الظروف، حيث أن الحارس المعني لم يلعب منذ عدة سنوات في فريق مستقر وفي العديد من الأحيان يأتي إلى المنتخب بدون نادي .. ومع مرور السنوات يكون مستواه قد انخفض من غياب المنافسة، وبالمقابل فإن البطولة الوطنية تزخر بحرّاس شبان أثبتوا كفاءتهم وبإمكانهم حجز مكان في المنتخب الأول .. ضف إلى ذلك، فإن لاعبين مثل أوناس وبن ناصر وإمكانية استقدام ادريس سعدي سيعطي منافسة قوية على المناصب ويجلب الإضافة للفريق الوطني. سنجاق وبوقرة قد يدعمان الطاقم الفني في نفس السياق، فإن العمل المنهجي يعد ضمن الأشياء الأساسية لليكنس الذي بالرغم من قبوله المهمة في أول الأمر للعمل مع الطاقم الفني الذي وجده بوجود منصوري كمساعد للمدرب الرئيسي كون مباراة نيجيريا كانت على الأبواب، فإن العديد من المصادر المقربة من المنتخب الوطني تؤكد إمكانية تعزيز الطاقم الفني باللاعب السابق مجيد بوقرة الذي سيكون بمثابة عنصر إيجابي في الطاقم بالنظر لخبرته ومكانته في قلوب اللاعبين وحنكته التي اكتسبها من خلال مسيرته الناجحة مع «الخضر». من جهة أخرى قد يدعم كذلك ليكنس طاقمه بتقني بلجيكي مختص في التحضير البدني، كما جرت العادة بالنسبة للتقنيين الذين يريدون تنسيقا كبيرا مع المحضر البدني لمعرفة مدى استعداد اللاعب للمقابلات .. وبالإضافة إلى ذلك فإن قدوم بوقرة سيكون تنظيمي أكثر من تقني، لا سيما وأن الجانب التقني سوف يلقى اسم له خبرة على الميدان كمدرب أين تقول العديد من المصادر أن المدرب ناصر سنجاق الذي نجح في المدة الأخيرة إلى تأهيل مولودية بجاية إلى نهائي كأس الكاف سيدخل الطاقم الفني كمساعد لليكنس، بعد أن كان روراوة قد تحدث معه في إمكانية إشرافه على المنتخب الوطني للمحليين. ويمكن القول أن سنجاق سبق له وأن درّب المنتخب الوطني في كأس افريقيا 2000 التي أبدع خلالها زملاء موسوني وكادوا أن يقصون المنتخب الكاميروني الذي كان «مدججا» بالنجوم، كما أنه توج مع شبيبة القبائل بكأس الكاف. اجتماع المكتب الفيدرالي اليوم .. موعد حاسم وينتظر أن يتم توضيح الرؤية في العديد من النقاط بالنسبة للمنتخب الوطني أثناء اجتماع المكتب الفيدرالي اليوم والذي سيخصص بشكل كبير لتقييم مباراة نيجيرياالجزائر التي جرت الأسبوع الماضي بمدينة أويو وإلى جانب دراسة كل الأمور التنظيمية المتعلقة بالتحضير للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، وقد يعلن روراوة على تثبيت هدف الفوز بكأس افريقيا وتدعيم الطاقم الفني .. في حين أن رئيس الفاف وبعد الإشاعات التي راجت في إمكانية مغادرته الفاف، فإن روراوة نفى هذا الأمر واستبعد الذهاب في مثل هذه الظروف التي تحتاج إلى التركيز والعمل على الوصول إلى الأهداف المسطرة، خاصة وأنه وضع تنظيما محكما منذ قدومه إلى رئاسة الفاف والتي سمحت للفريق الوطني الاستفادة من إمكانيات كبيرة وتطوير مركز سيدي موسى .. إلى جانب المستوى الذي وصله الفريق الوطني بمشاركته في المونديال لمرتين متتاليتين لحد الأن.