جائزة لأحسن كتاب في حقلي التّحقيق والتّأليف لفائدة منتسبي المخبر يشكّل عنوان المخطوطات الجزائرية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية محور فعاليات الملتقى الدولي الثالث للمخطوط الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء الماضي بجامعة أدرار، والمنظم بمبادرة من طرف مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة ادرار وبالتعاون مع ولاية ادرار وتحت الرعاية السامية لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة 11 دولة على غرار الجزائر، تونس، السعودية، السنغال، العراق، مالي، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر ونيجيريا. على مدى يومين من النقاش والبحث عديد المحاور المتعلقة بموضوع الملتقى على غرار تحقيق المخطوطات بين النظرية والتطبيق والمخطوطات الجزائرية الفهرسة والتحقيق، والمخطوطات الجزائرية في العالم الرحلة والأثر، بالإضافة إلى المخطوطات الجزائرية بين الرفوف والرقمنة، فضلا عن عرض تجارب شخصية في تحقيق المخطوطات وعرض كوديكولوجيا المخطوط العربي. وأوضح البروفيسور أحمد جعفري مدير مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة ادرار، أن أشغال الملتقى تتم عبر ورشتين كبيرتين، الورشة الأولى تكون عامة ومفتوحة لكافة طلبة الجامعة وهواة البحث في قضايا التراث، والورشة الثانية تكون متخصصة تستهدف طلبة الدراسات العليا. وأبرز أحمد جعفري أن الفعاليات تهدف أساسا إلى فتح ورشات تكوينية متخصصة لطلبة الدراسات العليا خاصة ومجموع الطلبة والباحثين عامة، ومحاولة التوصل إلى وضع بيبلوغرافيا للمخطوطات الجزائرية، والتعريف بالتراث الجزائري المخطوط المبعثر في رفوف المكتبات والخزائن وتسهيل مهمة الوصول إليه تحقيقا ودراسة. بالإضافة الى التعريف بجهود الجزائريين في مجال الحضارة الإنسانية عموما، وتبيين دور الجزائريين في نقل العلوم والمعارف داخل القارة الإفريقية وخارجها، وتحديد أماكن النشاط العلمي للعلماء الجزائريين في العالم وكذا توثيق صلة الربط التاريخي بين الجزائر ومحيطها الإفريقي والعالمي، والاستعانة بجديد البحث العلمي في قضايا المخطوطات، وفتح ورشات تكوينية متخصصة لطلبة الدراسات العليا. وموازاة مع هذه الفعاليات، ينظم مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا جائزة ودرع مخبرة التراث، يمنحها المخبر دوريا لباحث جزائري له مساهماته الخاصة وبصمته المتميزة في مجال المخطوطات إحصاءا وفهرسة ورقمنة وتحقيقا، كما يفتح المخبر جائزة أخرى لأحسن كتاب في حقلي التحقيق والتأليف العام وهي جائزة مخصصة لفائدة منتسبي المخبر، حيث سيقوم المخبر بطبع الأعمال الفائزة وتشجيع الفائزين. وتزامنا مع هذه الفعاليات وبالتعاون مع المركز الوطني للمخطوطات بادرار وكذا مركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين بجمهورية مصر العربية، وبحضور الخطاط الجزائري البروفيسور محمد بن سعيد شريفي مدرس الخط العربي بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر منذ 1964 وخطّاط المصاحف الجزائرية وصاحب جائزة رئيس الجمهورية وعديد الجوائز العالمية الأخرى، ينظم مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة ادرار دورة تكوينية في علم المخطوط والخط العربي يوم الخميس المقبل، الدورة تستهدف طلبة الدكتوراه وطلبة الماجستير، وأعضاء مخبر المخطوطات، وموظفي المركز الوطني للمخطوطات، يتدرّب المشاركون في هذه الدورة على تحقيق المخطوطات وتلقينهم مهارات في الخط العربي ومناهج البحث والتحقيق وتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، حيث يشرف على تأطير هذه الدورة مختصون على غرار الأستاذ محمود جبر محمد مدير مركز أمجاد المخطوطات ورعاية الباحثين بمصر، ومحمد بن سعيد شريفي أستاذ بالمدرسة العليا للفنون الجميلة الجزائر، والطاهر قطبي أستاذ بجامعة تلمسان، ومحمد خالد اسطنبولي أستاذ بجامعة أدرار، كما تتبع هذه الدورة بورشة تدريبية مفتوحة على فن الخط العربي من تأطير الخطاط الجزائري مخفي بريكة إطار بالمركز الوطني للمخطوطات بأدرار.