سطرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر برنامجا ثريا لشهر رمضان الكريم يجمع بين الأمور الدينية والدنيوية، غايته مد جسور الاتصال والتواصل مع المجتمع الذي يغرق في مشاكل عديدة تستدعي التحرك المنتظم لعلاجها حسب التقاسم الوظيفي بعيدا عن القاعدة السلبية " تخطي راسي ''. وذكّر لزهاري مساعدي مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر بخلفيات هذا النشاط وأسبابه وأهدافه، وشرح في الندوة الشهرية المنظمة قبيل رمضان الكريم بدار الإمام حول ضبط رزنامة مواقيت الصلاة والإفطار والإمساك، كيف ضبط البرنامج المعد للشهر الفضيل، ولماذا احتلت فيه مواضيعا الأولوية دون الأخرى، وعلى من يعتمد في تجسيدها الميداني بلا كلل ولاملل؟. وجاء البرنامج الذي حضر بدقة بعد سلسلة من التدابير اتخذتها المديرية لإعطاء الأنشطة الدينية قيمة واعتبارا وعمقا تكسب الثقة وتزداد التهافت عليها ومتابعتها عن قرب، ومن التدابير تنشيط دور المجلس العلمي بالتعاون مع ولاية الجزائر وعقد محاضرات حول قضايا مهمة تخص الأمة وهمومها وانشغالاتها وتطلعاتها. ومن التدابير أيضا، تنشيط دور صندوق الزكاة الذي يبدأ في منتصف شهر رمضان المعظم بجمع المال في مساجد الولاية وتقديمها لمستحقيها بلا تباطؤ وشفافية يكشف النقاب عنها التقرير النهائي المفصل المعزز بجدول الحسابات وقائمة المعنيين. وهو تقرير تستلمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف عن المقاطعات الإدارية ال 13 لولاية الجزائر في أجل أقصاه ثلاثة أيام بعد عيد الفطر المبارك. مع العلم أن المديرية جمعت ثلاثة ملايير سنتيم من أموال الزكاة العام الماضي. وتستمر عملية تحسيس المواطنين بأهمية جمع زكاة الفطر من بداية شهر رمضان وإظهار قيمتها في التضامن والتماسك والألفة. وهو تحسيس يعول عليه في استمالة المترددين في تسليم أموال الزكاة للصندوق المخصص لهذا الغرض، وإقناعهم بمصداقية جمع الزكاة وتوزيعها تحت إشراف اللجان المسجدية التي يرأسها الإمام. وخصص البرنامج المعد لرمضان حيزا مهما للمسألة، مشددا على تجاوز حالة التردد في التوافد على صندوق الزكاة وعدم السقوط في حملات مغرضة تروج من قبل جماعات لبث روح الاختلاف والفتنة. وتحتل مواضيع أخرى مكانة مركزية في البرنامج الذي يشدد في محور النشاطات المسجدية على تكثيف الدروس بهذا المرفق الديني الإشعاعي بالتركيز على المواضيع التي تعالج أمور الدين والدنيا، وتتعرض بشكل خاص إلى كيفية تسوية الآفات الاجتماعية والظواهر السلبية التي تطبع يوميات الجزائريين وتزرع فيهم اليأس والقنوط. وتولد في أذهان فئات الشباب بوجه ملحوظ روح ركوب البحر جريا وراء المجهول. ويحرص البرنامج بالإضافة إلى كل هذا على أداء قراءة صلاة التراويح برواية ورش من أجل توحيد القراءات والالتزام بالمرجعية الدينية للجزائر وتجاوز روح الانشقاق والاختلاف والفتنة التي تعد أشد من الكفر. وتعزز هذا التوجه والخيار الخطب المنبرية ليوم الجمعة التي تتناول مواضيع مناسبة للشهر الكريم وما يحمله من معنى ومغزى، وكيف يحتفظ على الدوام بموسم التوبة والغفران وليس أبدا بشهر السرقة والخطفان، مثلما نعيشه بمرارة حيث ترفع فيه الأسعار إلى الأعلى وتترك الكثير على أحر من الغضب يسأل ماذا بعد؟ إنه وضع مقلوب يستدعي محاربته بكل السبل بما فيها الخطاب الديني بالمساجد الذي تجتهد مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر في تعزيزه ومنحه القوة والاعتبار من خلال المزج بين الأشياء الدينية والدنيوية بعد وضع حدود فاصلة بينهما إلى أبعد الحدود.