التواصل مع جيل الاستقلال لإحباط الأخطار والتهديدات أكد المجاهدون عرباجي محمود وكازمات بلقاسم وسواكري صديق، أن الجزائر دفعت الثمن باهظا من أجل استرجاع سيادتها الوطنية وفرض وحدتها الوطنية التي كانت محل مساومة من المستعمر، منتقدين بعض الأصوات التي تستهدفها اليوم. عبر المجاهدون المشاركون في إحياء ذكرى مظاهرات 11ديسمبر 1960، عن غبطتهم بالنعم التي يعيش فيها أجيال ما بعد الاستقلال، بفضل التضحيات المجيدة للشهداء والمجاهدين والشعب، الذين حاربوا فرنسا في الجزائر وفي عقر دارها. تميز إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر العام 1960، المنظمة، أمس، بمعرض الذاكرة التابع لمديرية التراث التاريخي والثقافي، بحديقة الوئام المدني، بحضور مجاهدين من أبناء القصبة، صنعوا الحدث قبل 56 سنة كاملة، خرجوا في مظاهرات سلمية، رفرف خلالها العلم الجزائري عاليا في العاصمة. التظاهرة، التي نظمت تحت رعاية وزير المجاهدين الطيب زيتوني، وفق ما أكدت مديرة معرض الذاكرة سليمة ثابت، في تصريح ل «الشعب»، أرادها المنظمون وقفة في محطة هامة في تاريخ الثورة المجيدة، ينشطها مجاهدون عايشوا وصنعوا الحدث، ينقلون شهادات حية لشباب وأطفال حضروا بقوة، وكانت فرصتهم لتلقن التاريخ من المصدر مباشرة، وليس من كتب التاريخ فقط. وأكدت مديرة معرض الذاكرة، أن الحرص على حضور المجاهدين، وكذلك الجمعيات التي شاركت بقوة، هدفه ضمان الاحتكاك المباشر بين جيل المجاهدين وأجيال الاستقلال. كما أشارت إلى أن معرض الذاكرة، يعنى بالفترة التاريخية الممتدة ما بين 1830 و1962. في السياق، أن الثورة المجيدة ومحطاتها الشاهدة على قوتها وقوة صانعيها، والشاهدة في نفس الوقت على التضحيات الجسام في سبيل استرداد السيادة الوطنية، بوضع حد نهائي لادعاء ووهم اسمه «الجزائر فرنسية». المجاهد الكبير محمود عرباجي، الذي عايش الحدث، روى للحضور ما جرى لحظة بلحظة، مؤكدا أن الحدث في حقيقة الأمر بدأ يوم 10 ديسمبر، وقال في الندوة التي حملت شعار «مظاهرات التحدي»، إن مظاهرات 11 ديسمبر تعني للمجاهدين نفس ما يحمله تاريخ الفاتح نوفمبر من معاني، بدأت في اليوم الذي سبق المظاهرات في حدود الساعة السابعة مساء، بالمدنية والأحياء المجاورة وصولا إلى بلكور. وفي رواية مفصلة لأحداث تاريخية نقلت الحضور إلى العام 1960، شدد المجاهد عرباجي على التوضيح بأن محطة 11 ديسمبر 1960 جاءت استكمالا لمحطات تاريخية أخرى، كملت الصورة وتوجتها بالانتصار على مستعمر مستدمر، ذكر منها إضراب الثمانية أيام وهجوم 1955 ومؤتمر الصومام في العام الموالي. وقوبل المتظاهرون العزل الذين كان سلاحهم الوحيد الذي زرع الرعب في المستعمر، الراية الجزائرية التي غطت صدور الجزائريين. فكان الرد من العسكريين والأقدام السوداء بالسلاح، فكان أول من سقط امرأة ومعها رجال لم يخافوا من رصاصات المستعمر. من جهته، كازمات بلقاسم، مسؤول ناحية القصبة، تحدث مطولا عن طريق الموت الذي خطاه المتظاهرون من ساحة أول ماي وصولا إلى الرويسو، مؤكدا أن كل الأحياء نزلت إلى بلكور، فيما انطلقوا من القصبة ورفعت الراية بمسجد في قلب العاصمة، ليبدأ القتل وسقوط الشهداء، لاسيما وأن الفدائيين تم تجريدهم من السلاح، لأن المظاهرات ذات طابع سلمي. للإشارة، التظاهرة نظمت بالتنسيق مع محافظة الغابات، فكانت الذكرى مزدوجة، مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وإحياء يوم الجبل.