أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، أمس، بلندن، أن الجزائر والمملكة المتحدة تربطهما شراكة «مثالية»، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين «تعرف تنوعا بفضل المجالات المتاحة للطرفين». في تصريح لوأج، على هامش محادثاته مع الوزير البريطاني المكلف بشمال إفريقيا والشرق الأوسط توبياس إيلوود، أوضح مساهل أن اللقاء شكل فرصة لتقييم العلاقات الثنائية «التي يعتبرها الطرفان مثالية». واسترسل قائلا، إن الشراكة بين الجزائر ولندن «مافتئت تتكثف وتتنوع»، مشيرا إلى أن التعاون لا يقتصر فقط على الطاقة، مثلما جرت عليه العادة لفترة طويلة. وأضاف مساهل، أن «هناك مجالات متاحة أمام المملكة المتحدة في الجزائر، على غرار الصناعة الغذائية والمواد الصيدلانية والفلاحة والبحث والتعليم العالي». كما أوضح أنه أجرى مع الوزير البريطاني، «تقييما لوضع العلاقات والمراحل التي تم اجتيازها» في العلاقات بين البلدين، منذ زيارة العمل الأخيرة التي أجراها إيلوود إلى الجزائر مطلع أكتوبر المنصرم. وأردف مساهل قائلا، إن محادثاته مع الوزير البريطاني سمحت بتبادل وجهات النظر حول «الأوضاع المتأزمة» التي تعيشها بعض مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لاسيما ليبيا ومنطقة الساحل وسوريا. وأشاد الوزير بهذه المناسبة، بالموقف «الدائم والثابت» للمملكة المتحدة بشأن ملف الصحراء الغربية، مشيرا إلى أنه باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن، الذي ترد مسألة الصحراء الغربية ضمن جدول أعماله، فإن «المملكة المتحدة لطالما عبّرت عن تمسّكها بحق الشعوب في تقرير مصيرها». تطابق وجهات النظر بشأن مكافحة الإرهاب أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، أنه تم التأكيد مجددا، أمس، بلندن، على تطابق وجهات النظر بين الجزائر ولندن في مجال مكافحة الإرهاب وذلك في إطار الدورة السابعة للحوار الثنائي الاستراتيجي بين الجزائر والمملكة المتحدة. في تصريح لوأج، على هامش الاجتماع، الذي ترأسه مناصفة مع المستشار البريطاني المكلف بالأمن الوطني مارك ليال غرانت، أوضح مساهل أن مواقف الجزائر ولندن «متطابقة» فيما يخص التحليلات والإمكانات الواجب تسخيرها على الصعيد الدولي في إطار مكافحة الإرهاب. وأشار الوزير، إلى أن الاجتماع تمحور حول القضايا السياسية والأمنية وشكل فرصة لتبادل وجهات النظر حول «النزاعات التي تهدد الأمن والسلم في منطقتنا والمتوسط، لاسيما الوضع السائد في ليبيا ومنطقة الساحل». ووصف مساهل الاجتماع «بالمفيد جدا»، مضيفا أنه سمح للطرفين بتبادل وجهات النظر حول مختلف الملفات المدرجة ضمن جدول الأعمال، لاسيما مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب تبادل التجارب في هذا الشأن. وأضاف، أنه تم خلال اللقاء التطرق إلى «دور الديمقراطية في الجزائر كعامل أساسي لمكافحة ظاهرة الراديكالية باعتبارها تجربة ناجحة». وشكلت مشاورات اليوم فرصة لتبادل التحليلات ووجهات النظر ورؤى استشرافية حول التهديد الذي يمثله الإرهاب بالنسبة للسلم والاستقرار في العالم ومكافحة أنجع وأكثر تنسيقا لهذه الآفة. وبخصوص الوضع السائد في ليبيا، أوضح مساهل أن الأمر يتعلق «بالتوصل إلى تطابق وجهات النظر من أجل التوجه سوية نحو حل سياسي» في هذا البلد. وأضاف الوزير، أن الجزائر ولندن أكدتا من جديد على ضرورة دعم وحدة وأمن واستقرار وسيادة ليبيا من جهة، وجددتا نداءهما من أجل حوار شامل بين الأطراف الليبية من أجل دعم الاتفاق السياسي الموقع في 17 ديسمبر 2015 مع الإجماع على ضرورة عدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا. من جهة أخرى أكد مساهل على أهمية التشاور بشكل دائم ودوري مع «شريك هام كالمملكة المتحدة التي تعد عضوا دائما في مجلس الأمن».