لقي عشرة أشخاص مصرعهم وأصيب 20 آخرون، الجمعة، في قصف مدفعي استهدف ميناء العاصمة الصومالية مقديشيو. ونقلت، مصادر صحفية، عن شهود عيان تأكيدهم أن جميع القتلى والمصابين من المدنيين. وكان ستة أشخاص لقوا مصرعهم، في وقت سابق الجمعة، وأصيب 12 آخرون اثر سقوط قذيفة هاون أطلقها مسلحون على مستشفى لقدامى محاربي الجيش الصومالي في العاصمة مقديشو. للإشارة، فقد أكدت منظمة ''علمان'' الصومالية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن أعمال العنف التي تشهدها العاصمة الصومالية، منذ شهر أوت الماضي، تعد ''الأسوأ'' منذ 18 عاما. ودعت المنظمة إلى ضرورة محاسبة هؤلاء الذين يقفون وراء الأعمال الوحشية وانتهاكات حقوق المدنيين والتي تضمنت أعمال قتل وإصابة وتدمير ممتلكات، مشيرة إلى أنه خلال أربعة أيام فقط، من الخامس وحتى الثامن من سبتمبر الجاري، لقي ما لا يقل عن 40 مدنيا مصرعهم وأصيب نحو 90 آخرون بجروح بينهم نساء وأطفال. يذكر أن كل من ميليشيا حركة الشباب الإسلامية ومسلحي الحزب الإسلامى يشنون هجوما واسع النطاق منذ 7 ماي الماضي على الحكومة الانتقالية فى مقديشو وجنوبي البلاد ووسطها. وقتل المئات من الاشخاص من بينهم عدد كبير من المدنيين خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من القتال المحتدم، لا سيما في العاصمة التي اضطر ربع مليون من سكانها إلى الفرار من منازلهم. وعلى صعيد آخر، إعترف قائد الشرطة الصومالية العقيد عبدي قبيديد، للمرة الأولى، بانضمام عناصر من القوات الحكومية لصفوف الحركات المسلحة المتمردة وذلك وسط بوادر حركة تمرد واسعة بين الجنود الحكوميين على ضوء ظروف الخدمة العسكرية. وأرجع قبيديد، في تصريح له بهذا الصدد نقلته، امس، إذاعة ''جاروي'' الصومالية، أسباب التمرد بين القوات الحكومية إلى عدة أسباب من بينها فقدان الرعاية الملائمة وعدم تلقيهم رواتبهم الشهرية. وحمل قائد الشرطة الصومالية كبار المسؤولين الحكوميين المسؤولية عما وصفه ب ''التقصير'' في توفير وسائل الرعاية للجنود، داعيا المسؤولين الصوماليين إلى ''ضرورة العمل على تحسين ظروف الجنود المعيشية والصحية''. وحذر من ان ''استمرار الوضع الراهن سيحفز الكثيرين منهم على الفرار والإنضمام إلى صفوف المعارضة''. ويذكر أن كل من الحكومة والحركات المتمردة دأبتا، مؤخرا، على إعلان انضمام قوات من كلا الجانبين، وهو ما يبادر كل جانب الى نفيه، غير أن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول حكومي بانضمام قوات حكومية للمعارضة.