شكلت جولة الرئيس الصحراوي الإفريقية التي زار خلالها قطبين هامين من القارة السمراء، جنوب إفريقيا وزامبيا، البلدين اللذين يزخر تاريخهما بصور النضال من أجل استئصال التمييز العنصري والكفاح من أجل التحرر، فرصة لتوجيه دعوة مجددة من عمق القارة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال تحت قيادة جبهة البوليساريو. وأبدى الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي عقب لقاءه أمس الاول الرئيس الزامبي، إدغار شاغوا لونغو، تفاؤلا إزاء مستقبل العلاقات القائمة بين بلاده وزامبيا وقال إن «آفاقا واعدة ستفتح لتعزيز التعاون بين الطرفين، حاضرا ومستقبلا، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها». وبلوزاكا صرح الرئيس غالي بقوله: «نحن قادمون من زيارة عمل إلى جنوب إفريقيا، من بلد نلسون مانديلا وأوليفر تامبو، وها نحن نحل بزامبيا، بلد كينيت كواندا، المحارب الإفريقي التاريخي من أجل الحرية وأول رئيس للبلاد، والذي كان من أوائل الرؤساء الأفارقة الذين زاروا الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية». وعن تواجده بزامبيا ولقائه الرئيس شاغوا قال الرئيس الصحراوي «لقد شعرنا بأننا بين إخواننا ورفاقنا في المعركة التي تخوضها إفريقيا، وخاصة في تعزيز وحماية المكتسبات التي حققتها منظمتنا القارية، الاتحاد الإفريقي، والتشبث بميثاقه ومبادئه وقراراته، ودوره في تنمية القارة وشعوبها وإسماع صوتها، قويا وموحدا في كل أنحاء العالم «. وتميزت الزيارة بالاستقبال الذي حظي به الرئيس الصحراوي والوفد المرافق له الثلاثاء من طرف الرئيس الزامبي الأسبق كينيث كاووندا بمقر سكنه بلوساكا. وقد أكد السيد كاووندا على موقف بلده الثابت من كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال. من جانبه قال غالي إن الشعب الصحراوي سيظل يحتفظ من خلال ذاكرته الجماعية للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الزامبي الاسبق إلى الجمهورية الصحراوية مشيدا ب»الدور الريادي» الذي لعبه الزعيم كينيث كاووندا في تحرير القارة من الميز العنصري وبراثين الاستعمار.
تجديد دعم حق تقرير مصير و في جنوب إفريقيا أجمعت مواقف الرسميين وغيرها على أن «حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه «حق غير قابل للتصرف». إذ كانت زيارة الرئيس الصحراوي إلى هذا البلد مناسبة للتأكيد له على ذلك. وأكدت جنوب افريقيا على لسان مسؤوليها تشبثها بموقف داعم لحق للشعب الصحراوي في تقرير المصير كما هو منصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة وفي القانون المؤسس للاتحاد الإفريقي ودعمها لجبهة البوليساريو «كونها تقود الشعب الصحراوي في سعيه لتحقيق السلام والاستقلال»، كما أكد عليه الرئيس جاكوب زوما ومسؤولون آخرون منهم وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقية. وجدد الرئيس زوما موقف بلاده الثابت من قضية الصحراء الغربية التي هي قضية تصفية استعمار يمر حلها عبر استفتاء حر عادل ونزيه يسمح للشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال طبقا للوائح وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة. وقررت جنوب إفريقيا في سبتمبر 2004 الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومنذ ذلك الوقت ترسخت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال فتح سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في بريتوريا واعتماد سفير الجمهورية الصحراوية لدى جنوب إفريقيا. ويأتي كل هذا الدعم لحق الشعب الصحراوي في أرضه وحريته وثرواته قبل ثلاثة أسابيع من انعقاد القمة الإفريقية.