فشلت، سياسة الصالونات والندوات الصحفية والبيانات الإعلامية التي تنتهجها وزارة التجارة واتحاد التجار في إقناع التجار والناشطين في المجال التجاري باحترام الالتزامات وأخلاقيات التجارة والسوق في المناسبات والأعياد التي أصبحت هاجسا كبيرا يؤرق المواطن، وشهد عيد الفطر لهذه السنة فتورا كبيرا للحركة التجارية حيث استفاق المواطن على مدينة للأشباح. ما عدا الشرطة والمؤسسة الوطنية للنقل الحضري للمسافرين اللتان حفظتا ماء وجه العاصمة التي تخلف فيها جميع المتعاملين عن الموعد، بالرغم من مئات البيانات الإعلامية التي كلفت المؤسسات الإعلامية خسائر كبيرة في أشرطة الفاكس والمتضمنة دعوات للتجار لفتح محلاتهم يوم العيد غير أن التجار ضربوا بكل الدعوات عرض الحائط وفوق ذلك أشعلوا الأسعار ليلة العيد، حيث وصلت البطاطا إلى 60 دج واللفت ارتفع إلى 120 دج والجزر إلى 70 دينارا وغيرها من الأسعار التي دفنت المواطن البسيط بعد أن أتى رمضان والدخول المدرسي على مدخراته، ما جعل الجميع يتساءل عن أجهزة الرقابة والتهديدات التي أطلقتها كل جهة على التجاوزات. لقد أثبتت التجارة في رمضان مدى الفوضى وغياب التحكم في آليات السوق وهي المؤشرات التي تجعل من انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة صعبا للغاية، وعلى القائمين على القطاع، الخروج من المكاتب والصالونات وتنصيب لجان الرقابة داخل الأسواق وتشرع في عملها قبل فتح السوق للتحكم في الأوضاع، أما ترك الأمور بيد التجار والمضاربين، فلن تنفع معه أي إجراءات. إن ثقافة المواطنة وتحسين الخدمة العمومية في المناسبات والأعياد ملف ثقيل يجب معالجته، لأن المواطن بدلا من أن يركز على زيارة الأقارب والأهل ظل تائها يبحث عن الحليب والخبز، وهو السيناريو الذي يتكرر كل سنة، ويحتاج إلى استراتيجية على المدى الطويل تركز على التضحية من أجل الآخرين، وإلا سيأتي يوما سنقضي فيه على المناسبات الروحية التي باتت قضية تثقل كاهل المواطنين. والعلامة الكاملة لأفراد الأمن الوطني الذين انتشروا بإحكام في مختلف شوارع العاصمة، ووفروا كل الإمكانيات من أجل توفير الأمن، بل وفوق ذلك، أنقذوا العديد من العائلات من بطش أصحاب سيارات الأجرة الذين يرفضون التنقل إلى بعض الأماكن بحجج واهية، وعند حضور الشرطي لا يجد سائق السيارة ما يقوله، وهي سلوكات تظهر العقلية الضيقة للناشطين في مجال الخدمة العمومية التي استحوذ عليها أشخاص غرباء عليها. أما المؤسسة الوطنية للنقل الحضري للمسافرين، فقد عززت حافلاتها في مختلف الاتجاهات، ولأول مرة، خصصوا حافلات لنقل المواطنين والى مقبرة العالية، وهو ما لقي استحسانا كبيرا لدى المواطن وهذا أمام ضعف نشاط الخواص إن لم نقل انعدامه. وعليه، فالمناسبات الدينية والوطنية في بلادنا أصبحت للنهب والجشع والضرب بالقيم عرض الحائط.