تتواصل بملحقة محكمة الاستئناف للرباط بمدينة سلا المغربية، ثاني جلسات محاكمة 24 معتقلا سياسيا صحراويا من مجموعة «أكديم أزيك» بعد أزيد من ستة سنوات من الاعتقال التعسفي في سجون الاحتلال المغربي. وكانت محكمة النقض المغربية ألغت في 27 جويلية الماضي، تحت ضغط دولي، حكما نطقت به المحكمة العسكرية والذي ذهب إلى حد السجن المؤبد. وعقدت المحاكمة السابقة في 26 ديسمبر 2016 أمام محكمة مدنية، بعد ضغط من منظمات دولية وحقوقية ووسط هبة تضامنية واسعة من داخل الأراضي الصحراوية ودعوات دولية باطلاق سراح « فوري و لامشروط « لكل السجناء السياسيين الصحراويين (في المغرب والسجون المغربية بالأراضي المحتلة) ومنهم مجموعة «أكديم أزيك» مع ضرورة محاكمة المسؤولين المغربيين عن تجاوزاتهم بحق هؤلاء. وعشية المحاكمة، انتقدت الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من قبل الدولة المغربية، مساء يوم أمس، الجلسة الماضية مبرزة أنه تم تسجيل العديد من الخروقات التي شابت أطوار الجلسة الأولى، كان أبرزها «التحيز الخطير اللاقانوني للنيابة العامة لصالح أطراف نصبت نفسها مطالبة بالحق المدني بالرغم من عدم شرعية ذلك التنصيب في هكذا مراحل من التقاضي». وأضافت الجمعية، أن السلطات المغربية «خرقت مبدأ علنية المحاكمات من خلال منعها لعائلات المعتقلين والمتضامنين معهم ومجموعة من المدافعين عن حقوق الانسان من حضور الجلسة». كما سجلت الجمعية حشد منظم لمن أسمتهم ب»البلطجية» الذين قاموا في أكثر من مرة - كما قالت- «بالإعتداء على المتضامنين مع الصحراويين أمام المحكمة «بالسبت والشتم ونعتهم بأوصاف عنصرية وتهديدهم بالقتل والتصفية مع خطف بعض هواتفهم التي كانوا يستعملونها للتصوير على مرأى ومسمع من المسؤولين الأمنيين المغاربة». وعليه، فإن الجمعية الصحراوية التي تتابع عن كثب هذا الملف عبرت قبيل انطلاق المحاكمة، عن «بالغ قلقها» إزاء وضعية هؤلاء المعتقلين الذين أمضوا أكثر من ست سنوات في الاعتقال تعرضوا خلاله لشتى أنواع التعذيب وسوء المعاملة» ودعت لفتح تحقيق عادل ونزيه عن ظروف إعتقال المحتجزين وما أفرزه من وقائع مؤلمة ووفيات في صفوف الصحراويين والتي تم تجاهلها في القضاء المغربي. وكانت اللجنة الوطنية المكلفة بمؤازرة ومتابعة أطوار محاكمة معتقلي اكديم ايزيك، قد عقدت إجتماعا يوم أمس من أجل تدارس التحضيرات الحثيثة لمؤازرة ومتابعة أطوار المحاكمة، وأشادت اللجنة بالهبة التضامنية على مستوى مواقع الفعل الوطني بمخيمات العزة والكرامة والمناطق المحتلة وجنوب المغرب والجالية، والتي ستجعل من يوم محاكمة مجموعة معتقلى اكديم ايزيك محاكمة للاحتلال المغربي في قلب عاصمته الرباط. وأبرزت اللجنة الحضور المكثف للمراقبين الدوليين والبرامج التضامنية المقررة على مستوى الحركة التضامنية الدولية، واعتبرت هذه المحاكمة محطة متقدمة في مسار المقاومة وانتفاضة الاستقلال، وتهيب كافة الشعب الصحراوي بالوقوف في يوم محاكمة أسود ملحمة اكديم ايزيك لمؤازرتهم والمطالبة بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.