سطّرت محافظة الغابات لوهران بمعيّة الشبكة الخضراء للمجتمع المدني و مديرية التربية الوطنية برنامجا متنوعا، احتفاء باليوم العالمي للمناطق الرطبة التي لم تحظ بعد، بالاهتمام الذي تستحقه بوهران، رغم تصنيف أربعة مناطق موزعة على مختلف أرجاء الولاية ضمن لائحة (رامسار). حسب المحافظة الولائية للغابات، تنطلق اليوم حملة تشجير واسعة على ضفاف بحيرة تيلامين، المصنّفة عالميا ضمن المناطق المحمية، تليها تظاهرة بيئية تحسيسية يوم السبت القادم على مستوى قاعة السينما ببلدية قديل، و هذا بمشاركة أعضاء جمعية بذور، أحد الأطراف الفاعلة في حماية البيئة والدفاع عن مقوّمات استدامتها. وتمتاز عاصمة الغرب الجزائري بغناها بالمناطق الرطبة من المستنقعات والبحيرات و الضايات والسبخات وغيرها من الأصناف الهامة التي تضطلع بأدوار هامة كمنظومة بيئية متكاملة من تربة وماء ونباتات وحيوانات، لم يتم بعد تثمينها بالقدر الكافي حتى تحظى بالعناية الضرورية. إذ تزخر ب 8 مناطق رطبة موزّعة على مساحة إجمالية تقدر ب 47 ألف هكتار، منها أربعة مصنفة عالميا ضمن الاتفاقية المذكورة، وهي «السبخة الكبرى» و بحيرة «تلامين» و»ملاحات أرزيو» و»المقطع» المشتركة بين ولايات وهران ومعسكر و مستغانم، فيما تكتسي كل من بحيرة «أم الغلاز» و»سيدي الشحمي» و ضاية «البقرات» و»المرسلي « أهمية وطنية. وفي سياق متّصل اقترحت المحافظة الولائية للغابات 16 فضاء غابيا للاستثمار السياحي على مستوى الولاية التي تتربع على مساحة غابية إجمالية، تقدّر ب40 ألف هكتار، حسبما علم لدى رئيس مصلحة استغلال الثروة الغابية، ميلود بزّة. أوضح ميلود بزة أن المديرية طرحت لحد الآن ملفات كل من غابة رأس العين بقديل و غابة المنزه (كناستيل سابقا) اللتين صادقت عليهما اللجنة الولائية و تمت مناقشتهما على مستوى المديرية العامة للغابات، و هذا في انتظار التصنيف النهائي، الذي سيصدر من قبل وزارة الفلاحة، قبل عرضهما على المستثمرين الراغبين في استغلالهما كغابات للاستجمام والنزهة، مع التركيز على الوظائف الاجتماعية والاقتصادية في إقرار التوازنات البيئية. كما قال إنّهم بصدد إعداد 4 ملفات أخرى، هي حاليا قيد الدراسة ب «أرزيو» في منطقة صناعية، تعرف بتلوثها الحاد وكل من بلدية السانية على مساحة 10 هكتارات، إضافة إلى مساحتين اثنين تابعتين لبلدية الكرمة و بالضبط على مستوى الطريق السيار، تتربع الأولى على 13 هكتار والثانية على 16 هكتار، نظرا لتموقعها الاستراتيجي و المؤهلات السياحية العالية التي تتمتع بها. وعلى ضوء ذلك، أكّد نفس المتحدّث على أهميّة دفع الاستثمار الخاص في القطاع الغابي وإشراك المجتمع المدني في مجهود المحافظة على الثروات الغابية و تنميتها في نطاق المرسوم التنفيذي المؤرخ ففي19 أككتوبر 2006 الذي يحدّد النظام القانوني لاستغلال غابغابات الاستجمام وشروط منحها. و نوّه في سياق متّصل بالدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الثروات الغابية والجبلية في تنمية اقتصاد البلاد تماشيا مع أدوارها البيئية المتعدّدة من ناحية والمداخيل المباشرة وغير المباشرة التي يوفّرها القطاع من ناحية أخرى، لاسيما و أنّ غابات الباهية تتميّز في أنّها تقع في أغلبها على الشريط الساحلي من شرق الولاية إلى غربها، امتدادا على جبل المرجاجو و السلسلة الجبلية لأرزيو، وفق ذات الجهة.