يوسف الخطيب: هكذا انتصرت الثورة الجزائرية أبرز وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أهمية إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد، لما له من قيمة واعتبار ودلالات تستدعي التوقف عندها دوما وأخذ العبر منها في مواصلة مسار استكمال تطور البلاد وإعلاء شأنها مثلما حلم به رواد الثورة وضحوا من أجله. قال لعمامرة في تصريح صحفي على هامش إحياء الوزارة ذكرى يوم الشهيد إن هذه الاحتفالية غايتها إبراز ما تمثله هذه المحطة التاريخية من رمز للأجيال وما تحمله رسالتها من معاني في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وصيانة المكاسب المحققة في صدارتها الاستقلال الذي ضحى من أجله السلف منهم دبلوماسيون خاضوا المعارك ورافعوا عبر مختلف المنابر والفضاءات لعدالة القضية الجزائرية وأقنعوا الرأي العام بها مساهمين في انتزاع السيادة الوطنية. ونوه لعمامرة بمن ساهموا في كتابة تاريخ الثورة وأطلعوا عليه الأجيال، داعيا إلى الاستلهام من قيم ومبادئ ضحى من أجلها الشهداء من أجل جزائر حرة ومستقلة. وتميزت الاحتفالية بيوم الشهيد التي نظمتها وزارة الخارجية أمس بحضور لعمامرة وعبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والحاج يعلى والأمين العام للوزارة إضافة إلى مجاهدين، بتنظيم ندوة تاريخية نشطها يوسف الخطيب قائد الولاية التاريخية الرابعة عرج من خلالها على مسار التحرر الوطني. وهو تحرر فجره قادة تاريخيون آمنوا بحتمية استعمال السلاح كشرط وحيد ولغة وحيدة ليفهم المستعمر بأن الجزائر لن تكون فرنسية. وبأن هذا البلد الأمين الذي أسس حضارة عبر التاريخ وساهم في التطور الإنساني له هوية وانتماء ولن يكون فرنسيا مثلما ظلت الدولة الاستعمارية تروج له وتغالط الرأي العام بالادعاء الخاطئ أن من فجروا ثورة نوفمبر هم قطاع طرق وأن المفاوضات الوحيدة معهم هي السلاح على حد تعبير وزير الداخلية آنذاك فرانسوا متيران. تحدث يوسف الخطيب عن أسباب انطلاق الثورة الجزائرية والتحضيرات التي سبقتها من قبل المنظمة الخاصة وبيّن أن قادتها كانت لهم رؤية استشرافية للنضال والصعوبات التي تعترضه وشكل الدولة التي تؤسس مستقبلا « جمهورية جزائرية ديمقراطية شعبية» كاشفا عن حقائق عاشها عن قرب منها الخلافات التي وقعت أثناء الاستقلال وقبله وكيف كان الحوار مبدأ معتمدا لتبديد كل نزاع للحيلولة دون حدوث شرخ عميق من شأنه المساس بمكاسب الحرية والاستقلال. تحدث أيضا في رصد مسار النضال الوطني عبر محطات ثابتة بدءا من أول نوفمبر عن التنظيم السياسي المحكم وتقسيم الولايات والمناطق وتوزيع القادة والأدوار ما جعل الثورة الجزائرية شاملة تمس كافة التراب الوطني وتمتد إلى قلب فرنسا لتندمج فيها مختلف مكونات الشعب وتوظف حملات تحسيس وتعبئة لجلب السند الدولي واستمالة النخب وأهل الثقافة إليها والخروج بمواقف تفضح المستعمر وتبطل ادعاءاته. بهذه الطريقة نحجت الثورة الجزائرية التي استفادت من إخفاقات الحركة الوطنية بفضل القيادة الجماعية في أن تفرض نفسها مرجعية لحركات التحرر وتجعل من الجزائر مثلما قال الزعيم الإفريقي اميلكار كابرال مكة الثوار.