عاد السفير الفلسطيني حسين عبد الخالق في »منتدى الشعب« أمس الى مختلف المعارك التي خاضها الفلسطينيون من اجل انتزاع حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.وتوقف مطولا عند ذكرى إعلان الدولة الفلسطينيةبالجزائر 24 سنة مضت وكيف جاءت، ولماذا اختير الزمان والمكان والغايات. وقال السفير في ندوة نقاش حول الحدث التاريخي الذي يأتي في وقت تخوض فيه فلسطين معركة مصيرية اخرى من اجل انتزاع حق الإعتراف وكسب العضوية الكاملة في الهيئة الأممية، ان هذا الاعلان، صنعته الجزائر بامتياز، وأعلنت شأنه، وضغطت قدر الممكن من أجل جلب الاعتراف به من المجموعة الدولية. وليس في هذا الأمر مفاجأة حسب السفير في »منتدى الشعب« الذي حضرته وجوه سياسية وإعلامية وثقافية، وساده نقاش مستفيض لم يتوقف عند شكليات الحدث، وبروتوكولاته، واعتباره ظرفا مناسباتيا، لكن إمتد لعمق الاشياء وجوهرها وشمل النضال الفلسطيني في زمن الانكسارات، والانفجارات، والاهتزازات الارتدادية التي تضرب بلا توقف اكثر من دولة عربية وهي اهتزازات تحرك من القوى الخارجية متسللة عبر تناقضات الداخل، واخفاقاته، متغذية من الفجوات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وذكر بهذا الواقع المتغير والثابت السفير الفلسطيني مفضلا إعطاء حدث إعلان الدولة من الجزائر حق قدره من التحليل، والعلاج، معتبرا أن أبرز المكاسب واكثرها قوة ودلالة في مسار النضال الفلسطيني الطويل، وتحدياته للحصارات والحواجز. وقال السفير عبد الخالق، ان الجزائر كانت دائما وابدا وراء أكبر المكاسب النضالية في الشأن الفلسطيني، واكثرها معنى وحركية واستحقاقا. فقد اخذت الثورة الفلسطينية من الثورة الجزائرية تجربة في الانتفاضة على الجمود، والشروع في معركة الحرية والاستقلال، وهناك اكثر من تشابه ومميزات للثورتين، ومن قاما بهما، ومضمونهما في استعادة الوطن المغتصب من احتلال استيطانيي، لم يعترف بحقوق الأرض المستعمرة ويتمادى في التطاول وتزييف الحقائق، والادعاء الخاطىء بوجود »أرض بلا شعب« أو »شعب بلا أرض«. وانطلقت الجزائر في مناصرة القضية الفلسطينية معتبرة انها قضية العرب الاولى والاخيرة، ورافعت عبر دهاليز المنظمات الأممية ومنابرها، من اجل الاعتراف بها ظالمة او مظلومة. وفرضت على المترددين الساعيين للتدخل في الشؤون الفلسطينية واتخاذ من كل فصيل او جناح ورقة »ابتزاز ومزايدة وضغط« الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا لفلسطين. وضغطت بإدخالها الى الجمعية العامة برئاسة عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية آنذاك رئيس الجمهورية حاليا. وعلى هذا الدرب تدعم الجزائر بلا تردد مسعى الدولة الفلسطينية في اكتساب حق العضوية الكاملة وتراهن على الدورة الأممية ل 29 نوفمبر لانتزاع هذا الحق، لتصبح دولة مراقبة قبل العضوية الكاملة حتى وجدت التأييد من مجلس الأمن، دون استعمال امريكا لحق »النقد« الذي تلوح به في كل مرة. انها مواقف مبدئية للجزائر، توقف عندها السفير حسين عبد الخالق، مذكرا بأن هذه السلوكيات لبلد المليون ونصف مليون شهيد، مست كل حركات التحرر في مختلف أنحاء المعمورة، ألم يقل المناضل الافريقي اميلكار كابرال في شهادة مثيرة، »ان الجزائر قلعة الثوار«.. ومنها انتشرت شرارة التحرر، ولهيب الكفاح، وانتفاضات الحرية واعتلت كل الحسابات .