تستعد الجزائر لاستضافة اجتماع لبلدان جوار ليبيا في نهاية شهر مارس الجاري، كما أعلنه اليوم الأربعاء وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، من أجل بحث التسوية السياسية الشاملة للازمة الليبية و بالتالي تحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار في ليبيا. و أوضح السيد مساهل أن الأطراف المعنية بهذا الاجتماع تنتظر أن يعين الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريش، خليفة مبعوثه إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أو تثبيت هذا الأخير في منصبه. وتؤكد الجزائر في كل مرة تأكيدها على أهمية توافق الليبيين من أجل إنقاذ بلادهم والتذكير بان هؤلاء وحدهم من يملكون الحل للازمة في ليبيا وقدرتهم على تحقيق ذلك، عبر الحوار الشامل. وقد تعهدت الجزائر على أنها ستسمر في التشاور مع الليبيين وأنها ستواصل سعيها من أجل تقريب الأطراف الليبية، وكذا جهودها على الصعيد الإقليمي ولدى الشركاء الدوليين من أجل حل سياسي سريع ودائم للأزمة باعتبار ان استقرار هذا البلد الجار من استقرارها. ويأتي الاعلان عن لقاء الجزائر بعد ما وقعت البلدان الثلاث (الجزائر و تونس ومصر) الاسبوع الماضي في اجتماع وزاري ثلاثي بتونس على وثيقة من ست نقاط لدعم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا. واستضافت تونس في 19 فبراير الماضي اجتماعا وزاريا ضم كل من السيد مساهل والجهيناوي (تونس) و سامح شكري (مصر) ضمن سلسلة من المشاورات بين دول جوار ليبيا، لتقريب وجهات النظر وحل الوضع في هذا البلد. وجدد السيد مساهل موقف الجزائر بعدم التدخل في شؤون الدول وسعيها "لدفع الليبيين إلى إجراء حوار مباشر يشارك فيه الجميع دون إقصاء باستثناء الجماعات المصنفة من قبل الأممالمتحدة على أنها إرهابية". وذكر السيد مساهل اليوم في حديث للاذاعة الجزائرية أن "الجزائر هي بلا شك الدولة الأولى التي نادت بالحل السياسي في ليبيا، فهي لا تملك مجلسا عسكريا في ليبيا ولم تدخل أية رصاصة منها إلى هذا البلد، ليس لدينا شركات ترعى مصالحنا الاقتصادية في ليبيا، كل ما نقوم به هو تقديم مساعدات إنسانية خاصة للسكان على الحدود بين البلدين".
إشادة ليبية بجهود الجزائر في تعزيز الثقة بين كل الأطراف الليبية
دور الجزائر ومساهمتها في تعزيز الثقة بين كل الأطراف الليبية عبر أسلوب التشاور مع جميع الفرقاء في هذا البلد لاقت إشادة من الليبيين واحدة منها تضمنتها تصريحات النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، أحمد عمر معيتق امس الثلاثاء. فقد أكد المسؤول الليبي أن دور الجزائر وجهدها المبذول هو "موضع ترحيب من المجلس الرئاسي ومن كل الليبيين" وشدد بهذا الخصوص على أهمية استمرار دور الجزائر وكل الأطراف لدعم الاتفاق السياسي. وابرز بالمناسبة أن "الجميع واع بأن الاتفاق السياسي هو الركيزة التي تتمحور عليها كل هذه الجهود". كما أبدى وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد سيالة، أمس الثلاثاء عقب لقاءه وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي، رمطان لعمامرة، بجنيف على هامش الاجتماع الرفيع المستوى للدورة الرابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان. وبعد أن شدد سيالة خلال اللقاء على أهمية السير قدما في تنفيذ الاتفاق السياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا أكد أهمية دور دول الجوار في المساهمة في تحقيق المصالحة الوطنية واستقرار ليبيا. وكان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل كشف مؤخرا أن الجزائر اعتمدت خارطة طريق تتضمن 3 محاور استعدادا لطرحها خلال القمة الثلاثية بين الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا تتلخص في التقريب بين الأطراف الليبية، وقبولهم بالحل السياسي مخرجا للأزمة، والتشديد على التمسك بمبادئ الوحدة الوطنية في البلاد استعدادا لعقد القمة الثلاثية بين الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا". كما اكد تقاسم الأطراف الليبية الذين جرى التي زارت الجزائر في إطار المشاروات "التمسك بهذه المحاور لاجتياز الوضع الراهن" في ليبيا.