بعد أكثر من ست سنوات عن زلزال ماي ,2003 لا تزال فصوله المأساوية لم تنته بعد، على الرغم من المجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة من أجل التخفيف من المعاناة القاسية التي عاشتها ولا تزال تعيشها عائلات بأكملها، ومن بينها عائلات العمارة رقم 81 بشارع العربي التبسي ببلوزداد البالغ عددها 24 عائلة التي تاهت بين وعود السلطات المحلية في انتشالها من حالة الضياع ووضعيتها المزرية التي دامت لسنوات طويلة ولم تجد في نهاية المطاف من سبيل سوى مناشدة رئيس الجمهورية شخصيا التدخل لإنقاذها وإنقاذ أولادها قبل فوات الأوان. القصة كما رواها أحد سكان العمارة الذي استنجد بجريدة »الشعب« لإيصال معاناته ومعاناة العائلات الأخرى إلى الجهات الرسمية تعود إلى سنة ,2003 حينما ضرب زلزال عنيف العاصمة وبعض ضواحيها وأحدث أضرارا وخسائر بشرية ومادية جسيمة، كان من بينها العمارة رقم 81 بشارع العربي التبسي التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1890 والتي كانت في الأصل توجد في حالة مزرية بعد أن تضررت من الزلازل السابقة، خاصة زلزال الأصنام عام 1980 وزلزال عام ,1989 بحسب مختلف التقارير الموجودة، وخضعت في ذلك الوقت لعمليات ترميم لم تصمد أمام الزلزال الأخير بعد انهيار أجزاء كبيرة من العمارة، دفع بالسلطات المحلية إلى ترحيل عائلات وكان عددها 18 عائلة إلى خيم مؤقتة، وباقي العائلات الخمسة، ولأسباب خاصة، رفضت الترحيل إلى الخيم التي تم تنصيبها في ملعب »السعادة«. وبعد خمسة أشهر قضتها عائلات العمارة المتضررة في خيم خاصة، تم ترحيلها إلى شاليهات »علي عمران« ببرج الكيفان أين مكثت فيها إلى اليوم، بينما تم تصنيف العمارة في الخانة الحمراء بعد معاينتها من طرف الخبرة التقنية التي أوصت بضرورة هدمها لأنها لم تعد صالحة للسكن. ولأن صاحب العمارة رفض التوقيع على الوثيقة التي تثبت أن البناية مصنفة باللون الأحمر ووجب هدمها، وكان ذلك في جانفي الماضي، تم تعليق العملية مجددا على الرغم من أن مصلحة التعمير ببلدية بلوزداد التابعة للمقاطعة الإدارية لحسين داي أنذرت مالك العمارة المذكورة لوضع حد للوضعية الخطيرة لهذه البناية في أجل مدته 8 أيام ابتداء من تاريخ استلام القرار من أجل هدمها مقابل تعويضات يبدو، حسب محدثنا، أن مالك العمارة رفضها أو رفض الهدم قبل التعويض. وبعد رفض صاحب البناية التوقيع على الوثيقة الإدارية التي تؤكد فيها المصالح الإدارية أنها مصنفة في الخانة الحمراء، تفاجأت العائلات بقرار آخر لنفس المصالح الإدارية تحول فيه تصنيف العمارة المذكورة من الخانة الحمراء إلى الخانة البرتقالية، مما يعني اخضاعها لعملية ترميم وليس الهدم، وكان ذلك في جوان الماضي، وأمام هذا الوضع المتأزم استعانت العائلات قبل سنوات بخبير معروف وذو حنكة في الميدان ومعتمد من طرف الدولة، على حد قول المتحدث، الذي وبعد الخبرة التي أجراها على العمارة، خلص إلى أن العمارة غير قابلة للسكن وآيلة للسقوط في أي وقت، لكن عند تقديم هذه الخبرة إلى المصالح الإدارية رفضتها ولم تعترف بها، يؤكد على ذلك نفس المتحدث الذي أشار إلى أن ممثلون عن العائلات قصدوا ولاية الجزائر قبل أسبوع وطلبوا مقابلة مدير الديوان الذي قيل لهم أنه في اجتماع، فسلموا ملفا خاصا حول المخاطر التي تحدق بالعمارة المذكورة وضرورة تدخل الوالي لإيجاد حل سريع قبل فوات الأوان، خاصة وأن الحالة الإنسانية التي تعيشها العائلات المرحلة إلى الشاليهات تتفاقم، بعد أن قدمت لهم وعود بالمكوث بها 18 شهر على أقصى تقدير، لكن مرور حوالي سبع سنوات على هذا الوضع المزري والمبهم في نفس الوقت جعل العائلات تصل إلى حالة من اليأس والإحباط، فلا العمارة المرشحة للسقوط تم ترميمها رغم أنها لم تعد تصلح لذلك، ولا العائلات رحلت إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتقي أولادهم حر الصيف وقر الشتاء، وهي تؤكد لكل المعنيين بالأمر أن الحجج التي تتحجج بها المصالح المختصة من أن السكان يرفضون عملية الترميم ما هي إلا حجج واهية لا أساس لها من الصحة، داعين إلى تسوية وضعية العائلات التي لا تزال تقطن بهذه العمارة وكل العائلات التي تم ترحيلها إلى الشاليهات وإرسال لجنة تضم خبراء لإعادة المعاينة التقنية للعمارة وخبرة معمقة في أقرب الآجال الممكنة، لتتأكد الجهات المعنية من حقها في سكنات لائقة.