العالمية صفة إبداع أصيل وليست تقليدا للآخر دعا الأستاذ شاهين دواجي المبدعين الجزائريين إلى ضرورة تحقيق المهارة في تقديم المجتمع الجزائري للعالم الإنساني، وذلك بالحفاظ على تقاليده وروحه العربية، حتى يتمكن هذا الآخر من معرفة الجزائر عن طريق أدبها، والمشاركة في الحياة العولمتية التي تعرفها المجتمعات في الوقت الراهن. أوضح الناقد دواجي، في حوار مقتضب مع جريدة “ الشعب”، أنّ الحديث عن مهارة الأدب الجزائري ووصوله إلى العالمية ينبغي أن ينظر إليه من زاويتين: الأولى، تخص الأدب المحافظ الذي بقي مشرقيا في صنعته، محافظا على نسق الأدب القديم. أما الاتّجاه الذي حاول أن يتحاور مع الآخر، وهم ما يمكن أن نطلق عليهم بالحداثيين، الذين يزعمون، على حد قوله، بأنّهم متابعون للحداثة الغربية. والغريب في الأمر، يقول محدثنا، “إنّهم في النهاية قدّموا أدبا مقلّدا، على سبيل المثال مالك شبل، وأمين الزاوي”. واعتبر شاهين دواجي، أنّ عملهما لا يمكن إدراجه سوى في إطار “أدب النسخ”، لأنّ الروح العربية وصورة المجتمع الجزائري غابت في أعمالهما الإبداعية، ومن ثمّ يرى ذات الناقد أنّهما لم يصلا إلى العالمية بهذا النهج، وإنّما قلّدا أدب غيرهما. ويرى دواجي، بأنّ النظرة الداخلية للأدب الحداثي في الجزائر، عالجت بعض الطابوهات التي تناولها الأدب الغربي على غرار، الله، والجنس، والسياسية... وهم في ذلك قدموها، مثلما قدمها المبدع الغربي، ولهذا لا نجد الروح العربية في هذا الإبداع. على عكس ما حققه نجيب محفوظ عندما وصل إلى العالمية في تقديمه للحارة المصرية إلى العالم. وأكد شاهين دواجي، أنّ إدراج الأدب الجزائري ضمن سياق العالمية، ينبغي أن ينطلق في تقديم “مقام الشهيد” إلى العالم، مثلما ترى أحلام مستغانمي. واستحسن شاهين دواجي الخطوات التي ينتجها الأدب الحداثي في تياره الثاني الذي يريد أن يقدم المجتمع الجزائري، ويراه ممثلا في نموذج وسيني الأعرج، وأحلام مستغانمي، مثمّنا دورهما في خدمة الأدب الجزائري وتقديمه للآخر بروحه الأصيلة. وذكر شاهين دواجي، بأنّ العالمية لأيّ أدب، تحلّ العديد من المشاكل، خاصة بعد اتّهامات الآخر له، بعد أحداث 11 سبتمبر، التي وجهت فيها أصابع الاتّهام إلى الأدب الشرقي، إلى جانب أنّ العالمية تمكن من حل الكثير من قضايا العصر، على غرار الهويّة، والدين، والإرهاب... غير أنّ هذه الصفة التي يريدها أي مبدع أن يحققها لابد أن يكون منطلقها أصيلا وتخدم مجتمع الأديب.