أول ما قفز الى ذهني بعد صدمة الخبر ما قاله ذات يوم الاستاذ محمد الصالح الصديق عبر اذاعتنا الوطنية في حقبة السبعينات حيث قال »ما أنت إلا ذكرى فاجعل ذكراك ذكرى حسنة« لقد توصلت بمكالمات هاتفية قبل الثامنة ليلا من يوم الجمعة 06 نوفمبر في جملتها تتساءل عن حقيقة وفاة عمي البشير. لم تكن هذه الاتصالات بشخصي المتواضع الا لكوني اطارا بجمعية 8 ماي واستاذ باحث في علم التاريخ، وأكثر من ذلك محبة واحترام هؤلاء الاخوة لعمي البشير. مكثت مكاني في انتظارنشرة الاخبار بالتلفزيون كعادتي وأنا استعيد بعضا من مواقف الرجل والذكريات القليلة التي عشتها مع المجاهد عمي البشير. ان نعي الدولة الجزائرية ممثلة في قمة هرمها، أي المجاهد السيد الرئيس عبد العديد بوتفليقة لأخيه ورفيق دربه جعلتني أعتز أكثر بجزائريتي وأفتخر بحق بانتمائي لوطن فيه هؤلاء العظماء. لقد كانت الكلمات الصادقات في برقية السيد الرئيس تأكد على أن جيل التحرير قد اختاره الحق سبحانه وتعالى وتكفل برعايته. لقد تعرفت على عمي البشير كأبناء جيلي من خلال وسائل الاعلام ثم من خلال بعض روايات أبنائنا المجاهدين لأجد نفسي في بعض ملتقياته التاريخية التي كان ينظمها ويشرف عليها في اطار جمعية 8 ماي. ولأن من لايشكر الناس لايشكرالله فان الفضل الكبير يعود الى أستاذي الدكتور محمد القورصو الذي منحني الفرصة تلوى الاخرى للمشاركة في بعض من تلك الملتقيات. ان أهم ما رسخ في ذهني عن المجاهد عمي البشير التواضع، الوضوح في الطرح، وتبنيه لكل ما يخدم الجزائر ان مسيرة الرجل هي ملخص جميل لتاريخ جيل التحرير، تحرير الجزائر. ان معاناة عمي البشير منذ ولادته ومعايشته لمجازر 8 ماي 1945 وقيامه بواجبه خلال ثورة التحرير وحرصه الشديد على تاريخ الجزائر الذي برز في مقالاته وكتبه وتأسيسه لجمعية 8 ماي ,1945كانت ترجمة لواقع شعبه وتجسيدا لإرادة جيله في الحرية والانعتاق. ان الجزائر بخير وماضية لكل خير عمي البشير أهنأ في رحاب رب العالمين. أ.د بوشيخي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة وهران عضو المجلس الوطني جمعية 8 ماي .1945