تواصل السلطات الولائية لعنابة في حملتها الرامية للقضاء على التجارة الفوضوية، من خلال القضاء على الأكشاك والأسواق والمحلات التي باتت تشوه الوجه الجمالي والحضاري للمدينة، وتهدد حياة ساكينها في ظل انتشار الجريمة وتفشي مختلف الآفات الاجتماعية.. فقد باشرت أول أمس السبت بلدية عنابة، بالتنسيق مع مصالح مديرية التجارة ومصالح أمن الولاية في القضاء على «سوق الليل» الفوضوي بحي 11 ديسمبر، حيث تم إدراج 84 تاجرا في خانات جديدة وتهيئة المساحة لاحتواء عدد آخر من الباعة وتحويل البعض إلى سوق واد الفرشة. وتعتبر هذه المبادرة واحدة من أكبر العمليات التي تشهدها ولاية عنابة، بإزالة أكبر سوق فوضوي والمعروف ب»سوق الليل» وتحويل تجاره نحو فضاء تجاري جديد بمواصفات حديثة، حيث شكل سوق الحضر والفواكه مشاكل جمة للقاطنين بهذا الحي، متسببا في اختناق حركة السير لاحتلاله أجزاء من الطريق العام، وتشويه المنظر الجمالي للمنطقة بسبب انتشار النفايات والجرذان. وأكد فريد مرابط رئيس بلدية عنابة، أن «سوق الليل يعتبر نقطة سوداء، لذلك تم العمل على إزالته، مشيرا إلى أن بلدية عنابة أنجزت سوقا تجاريا بحي 11 ديسمبر، وخانات للخضر والفواكه، وذلك لضمان نقل جميع التجار إلى محلاتهم الجديدة. وقد استحسن أغلب التجار هذه العملية، وتعويضهم بمحلات أخرى لائقة، لمواصلة نشاطهم التجاري، مشيرين إلى أنهم عاشوا معاناة كبيرة بسبب ضيق المكان وانتشار النفايات بسوق الليل الذي سيتم استغلال مساحته لإنجاز ملعب جواري وفضاء ترفيهي لسكان الحي. وتأتي عملية القضاء على المحلات الفوضوية، تجسيدا للمخطط الاستعجالي الرامي للقضاء على التجارة الفوضوية، حيث بات من الضروري تجند المصالح المحلية لمحاربتها والقضاء عليها في أقرب وقت، لا سيما وأنها أضحت مرتعا للجريمة كون تداخلها في بعضها البعض يسهل من اختفاء اللصوص والمجرمين والتخطيط لجرائمهم بكل سهولة. مصالح بلديات عنابة عملت على إحصاء جميع الأكشاك الفوضوية المنجزة من القصدير والخشب، وتوجيه إنذارات لمستغليها قبل الشروع في تهديمها، لا سيما وأن الباعة يعملون على سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة العمومية، ساهمت في تخريب العديد منها. وتعمل السلطات على إنجاز محلات تجارية من شأنها توفير مناصب شغل للباعة المتجولين والعمل في إطار قانوني، فضلا عن توسيع النشاط التجاري وتقليص معدل الفوضى، وتفعيل الحركة الاقتصادية.