ضبطت مصالح بلدية عنابة أمس جملة التدابير المتعلقة بتوزيع الحصة الأولى من المحلات التجارية التي تم إنجازها بسوق حي وادي الفرشة، تجسيدا للمخطط الإستعجالي الرامي للقضاء على التجارة الفوضوية وتنظيم الباعة المتجولين غير الشرعيين، باستحداث أسواق جوارية منظمة. وتعتزم مصالح البلدية توزيع الحصة التي تضم 84 خانة تجارية قريبا، الأمر الذي جعلها تسارع إلى استكمال الإجراءات المتعلقة بهذه العملية، كون العشرات من الباعة المتجولين يترقبون إدراجهم ضمن قوائم المستفيدين من الحصة الأولى، لكن مسؤولي البلدية اعتمدوا بالأساس على عملية الإحصاء التي كانت لجنة مختصة قد قامت بها منذ نحوسنة، لأن سوق وادي الفرشة أصبح يعرف انتشارا رهيبا لتجارة الطاولات، كل الباعة يعلقون آمالا عريضة على فتح السوق الجوارية للاستفادة من إحدى الخانات. وخلص الاجتماع الذي عقده أعضاء من المجلس البلدي مع ممثلين عن الباعة المتجولين إلى ضبط جملة من الإجراءات تتعلق أساسا بعملية توزيع الخانات التجارية، حيث إن كل بائع مستفيد يلتزم بنزع الطاولة التي كان يستغلها لمزاولة نشاطه، ولوأن مصالح البلدية تعتزم الإسراع في توزيع الحصة الثانية، وبالتالي القضاء نهائيا على السوق الموازية المتواجدة بضاحية وادي الفرشة، لأن عشرات الشبان أصبحوا يزاولون نشاطهم التجاري بصفة منتظمة على مستوى الساحة المحاذية للمركز السابق للأروقة الجزائرية، وذلك بعرض السلع والبضائع على الأرصفة، مما تسبب في نشر وحدات الصفيح التي تستعمل في تشكيل الخانات الفوضوية، بصرف النظر عن تعفن المحيط بتراكم بقايا الخضراوات والفواكه في الطرقات المؤدية إلى التجمعات السكنية. إلى ذلك فقد أكد أعضاء المجلس الشعبي البلدية في جلستهم مع ممثلي الباعة بأن عملية توزيع الخانات التجارية ستتم في ظرف وجيز للتخلص نهائيا من إشكالية التجارية الفوضوية التي ما فتئت تشوه المحيط الحضري بعاصمة الولاية، لأن البرنامج المسطر يتضمن توزيع حصة من 72 خانة على مستوى السوق الجوارية التي يجري إنجازها بحي وادي الذهب، حيث أن نسبة الشغال بها بلغت مرحلة متقدمة، وتوزيعها على المستفيدين منها سيكون خلال الأسابيع المقبلة، على أن تكون الحصة الثانية جاهزة للتوزيع قريبا، لأن مصالح البلدية كانت قد أثارت هذه القضية خلال الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي البلدي، وعقدت جلسة عمل مع مسؤولي مؤسسة "باتي ميطال" المكلفة بالإنجاز، كما تم التأكيد على إحترام الآجال المحددة للإنجاز، مما يعني بأن السوق الجوارية بوادي الذهب ستدخل مرحلة الخدمة بشطريها قبل حلول فصل الصيف، في حين أن توزيع الحصة الإجمالية للخانات المتواجدة بسوق وادي الفرشة مقرر قبل نهاية شهر مارس القادم. وتأتي هذه العمليات بعد سلسلة من الخرجات الميدانية التي قامت بها لجان من البلدية، والتي أحصت بموجبها ما لا يقل عن 1500 تاجر فوضوي يزاولون نشاطهم التجاري بطريقة عشوائية، وذلك بعرض الخضر والفواكه وحتى الملابس، الأواني المنزلية ولوازم التنظيف على الأرصفة وفي الطرقات، في نقاط عديدة من عاصمة الولاية، خاصة الصفصاف، الحطاب، شارع ڤمبيطا، وادي الفرشة، وادي الذهب والسهل الغربي، الأمر الذي أدى إلى انتشار القمامة، ولو أن مئات الأشخاص لم يتم إحصاؤهم ضمن قائمة الباعة المتجولين، لكنهم أصبحوا يمارسون نشاطات تجارية على طاولات متنقلة أملا في استغلال الظرف للحصول على خانات تجارية في الأسواق الجوارية التي قررت السلطات الولائية إنجازها في العديد من التجمعات السكنية الكبرى.