العقيد حلاسة: الفوج الأول للتشريفات فضاء للاحتكاك بين الموسيقيين العقيد لعريبي: أول نشاط قامت به التشكيلة بعد وقف القتال في 19 مارس 1962 نظمت قيادة الحرس الجمهوري تحت قيادة العقيد ياسين لعريبي، أمس، زيارة موجهة لفائدة وسائل الإعلام الوطنية، في مقدمتهم جريدة «الشعب»، على مستوى الفوج الأول للتشريفات لقيادة الحرس الجمهوري بالكاليتوس، وهذا من أجل إتاحة الفرصة للصحافيين التعرف على إحدى وحدات القيادة، والاطلاع عن كثب على مختلف مكوناتها، مهامها وتخصصاتها، والذي أثبت احترافيته. في مداخلته أوضح العقيد إسماعيل كمال الدين، رئيس مصلحة الاتصال بقيادة الحرس الجمهوري باسم فريق الحرس الجمهوري، أن هدف الزيارة التي تنظم، لأول مرة، هو ربط علاقة احترافية مع وسائل الإعلام الوطنية، بخلق قنوات اتصال أكثر فعالية وإبراز الصورة المشرفة للجيش الوطني الشعبي من خلال الإنجازات المحققة في إطار برنامج تطوير وعصرنة الحرس الجمهوري، وتعزيز الرابطة: جيش - أمة واللحمة الوطنية وكذا ترسيخ روح التضامن بين الشعب وجيشه. من جهته، أشاد العقيد قائد الفوج موسى حلاسة، بحرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي الدؤوب على تطوير وتنمية الوعي بتواجد المؤسسة العسكرية ومبادئها وقيمها والاجتهاد في تطوير مؤسسة الجيش الوطني الشعبي عامة وبصفة خاصة الحرس الجمهوري في مجال الموسيقى العسكرية للرقي بها لأعلى المستويات. منوها بأنشطة الفوج الأول للتشريفات، الذي أضحى فضاء رحبا للحوار والاحتكاك بين الموسيقيين والنقاش الرصين، وتبادل الآراء بينهم ورجال الثقافة والإعلام بخصوص الموسيقى العسكرية. وبحسبه، فإنها مناسبة سانحة لاستحضار المسؤولية الملقاة على عاتقنا، مشددا على دور وسائل الإعلام في التوعية بهذه المسؤولية والمساعدة على مد جسور الوحدة وتعزيز الرابطة جيش - أمة، مشيرا للأهمية التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي للموسيقى العسكرية من خلال فتح المجال للمواطنين ومختلف المؤسسات للاطلاع على برامج التكوين وعن كيفية تشكيل المعزوفات الموسيقية، وأهم أعمال الصيانة والتصليح. البداية سنة 1960 على الحدود الشرقية والغربية تعود نشأة التشكيلات الموسيقية للحرس الجمهوري إلى سنة 1960، أين تأسست الألوية الأولى على الحدود الشرقية والغربية بجانب مقاتلي جيش التحرير الوطني، بحيث كان الموسيقيون الشباب يعزفون على بعض الآلات الموسيقية دون معرفة، وبعد الاستقلال تم تجميع هذه الألوية في تشكيلة موسيقية صغيرة على مستوى المقر العام للجيش الوطني الشعبي بالجزائر العاصمة، تحت اسم المجموعة الموسيقية، بحسب الشروحات التي تلقتها وسائل الإعلام بعين المكان. وفي شهر جوان 1969 بعد تحويل هذه الوحدة المصغرة إلى ثكنة الحرس الجمهوري، ظهرت أول تشكيلة موسيقية للحرس الجمهوري مكونة من ثلاثين عازف موسيقي، يعزفون على مختلف الآلات. كما أن إعادة هيكلة الحرس الجمهوري في جويلية 1972 سمح بنشأة الفيلق الأول للمرافقة والتشريفات، بحيث تشكل هذا الفيلق من أربع كتائب وهي كتيبة القيادة والخدمات، الخيالة، الكتيبة 13 للتشريفات، الكتيبة 14 للموسيقى. تحولت الكتيبة الأولى للمرافقة والتشريفات إلى الفوج الأول للتشريفات في 18 أكتوبر 2008، بحيث سجلت الفرق الموسيقية عبر مختلف مراحل تكوينها إنجازات مشرفة بأحرف من ذهب. ففي شهر سبتمبر 1973 وبمناسبة انعقاد مؤتمر عدم الانحياز، حضرت التشكيلة الموسيقية التابعة للحرس الجمهوري كل الأناشيد الوطنية للدول المشاركة، والتي عزفت بتألق وجدارة في مراسم استقبال وتوديع كل رؤساء وملوك الدول التي حضرت المؤتمر. في هذا الشأن، أكد العقيد ياسين لعريبي، أن الفرقة شاركت في احتفالات الاستقلال سنة 1962، وأول نشاط قامت به التشكيلة، بعد وقف القتال في 19 مارس 1962، كان بمعسكر بن مهيدي بوجدة بمناسبة استقبال الزعماء الخمسة بعد إطلاق سراحهم، بحضور أعضاء الحكومة المؤقتة. موازاة مع ذلك، تشارك هذه التشكيلات الموسيقية سنويا في تخرج الدفعات لمختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي، وكذا في المهرجانات الوطنية الثقافية. على الصعيد الدولي، فقد كان تمثيل التشكيلة الموسيقية العسكرية وتشكيلة المزاود جد مشرف في المهرجانات العسكرية الدولية، التي نظمت بطهران بإيران في أكتوبر 1971، دمشق بسوريا سنة 1974، يوغسلافيا سابقا في جوان 1976، بنغازي وطرابلس بليبيا في 1979 وسنة 2009، مونس ببلجيكا سنة 2005، هرلين بهولندا في 2006، صومير بفرنسا في 2009، وسباستوبول بأوكرانيا سنتي 2011 و2012. تجدر الإشارة، إلى أن المهام الموكلة للفوج، الذي أطلق عليه اسم الشهيد علي معاشي، هي تقديم التشريفات الرسمية لرئيس الجمهورية، ضيوف الدول من رؤساء وملوك، وكذا الوفود الوزارية الرسمية القادمة إلى الجزائر. وفي إطار عصرنة وتطوير الحرس الجمهوري، تم سنة 2013 تغيير في جل بذلات التشريفات الشتوية منها والصيفية للحرس الجمهورية ومختلف القوات، مع الحفاظ على الألوان الوطنية والزي التقليدي الجزائري الأصيل. وأهم التخصصات الموسيقية هي موسيقى سنفونية، هرمونية، والمزاود والكورال. كما أن شروط التجنيد للضباط هي السن من 18 إلى 21 سنة إلى غاية 31 ديسمبر من سنة التجنيد، وبكالوريا علمية، تقنية ورياضيات بمعدل 12/20 فما فوق، وخمس سنوات مدة التكوين، السنة الأولى يكون فيها تكوين قاعدي مشترك وثلاث سنوات تكوين جامعي بأكاديمية شرشال العسكرية الناحية العسكرية الأولى وسنة تكوين تطبيقي. بالمقابل، نظمت زيارة لورشات الآلات الموسيقية، منها ورشة الصيانة والتصليح لرفع قدرات الوسائل المستعملة، كون الآلة تكلف باهظا، والمكتبة العلمية والأدبية التي تضم 11 ألف كتاب، وكذا التشكيلة الأولى للموسيقى، بحيث سمح لوسائل الإعلام بالاطلاع على طرق التكوين النظري والتطبيقي، وتمارين بيانية من أداء التشكيلة الثانية والثالثة والحركات بالسلاح والمزاود بساحة العلم، وفي الأخير تم الاستماع لمقطوعات موسيقية وطنية وعالمية.