تعيش ولاية غليزان ظاهرة التوزيع غير المنظم لمختلف الحرف عبر شوارع وأحياء بلدياتها بطريقة عشوائية، ممّا نتج عن ذلك تأثيرات سلبية على راحة العائلات، والسير الحسن حتى لهذه المهن التي تتطلّب بعضها الهدوء. وأفادت الزّيارة الميدانية التي قامت بها الجريدة في بعض بلديات الولاية، اشتكى السكان من ظاهرة وجودها على مقربة من الحياة الاجتماعية للعائلات، وأضحت تحدث الفوضى التي من المفروض حسبهم أن تكون خارج النسيج العمراني. وفي بعض نقاط بلدية جديوية اشتكى السكان من الأصوات الفوضوية التي يحدثها أصحاب ورشات الحدادة التي نصبت منذ سنوات بجوار عائلات، متهمين تلك الجهات وتقصيرها في ضبط أماكن ممارسة النشاطات، معتبرين أنّها تتطلّب جهات وصية لتنظيمها وإخراجها من النسيج العمراني. وتحدث بعض المواطنين أنّ عملهم يتطلب النوم في النهار بداعي أنّهم يعملون ليلا، غير أنّ هذه الراحة سرقت من قبل أصحاب ورشات المهن سواء تمثل في الحدادة أو النجارة. والغريب في الأمر أنّ عيادة طبية تجاورها مثل هذه الورشات التي تحدث الفوضى، ممّا جعل الصورة النمطية في هذا الحي الشعبي سوداوية، وتصور النمط العشوائي لتوزيع المهن، وتقصير الجهات المسؤولة في الترخيص دون زيارات ميدانية تضع راحة العائلات في أولويات الاهتمامات. والملاحظ حسب زيارة استطلاعية إلى بلدية وادي ارهيو ظاهرة إنشاء عيادات طبية في عمارات تسكنها العائلات، وفي تخصصات مختلفة، الأمر الذي يجعل أصحاب السكنات الاجتماعية يدخلون في الكثير من المقامات في نزاعات مع المواطنين المرضى أو ذويهم لأي خطأ يرتكبونه بشأن عدم توفير الراحة للعيال. وطالب سكان ولاية غليزان ضرورة تدخل الدولة لتنظيم توزيع المهن، ومراعاة الجانب الايجابي من خلال إنشاء مناطق خاصة للمهن التي لا بد أن تكون خارج النسيج العمراني، بدلا من وجودها بطريقة فوضوية لا تستند إلى عقل، بعدما أسهم هذا التوزيع في توفير المشقة وصناعة الفوضى، وجعل المواطن في ملاسنات حادة مع أصحاب الورشات التي غالب ما تصل بعضها إلى أورقة العدالة، الأمر الذي يدفع إلى تدخل أهل الحل والربط من أجل رفع مشكلة توزيع المهن داخل النسيج العمراني.